.post-share-icons a { display: inline-block; width: 170px; padding: 8px 0; text-align: center; color: #fff; font-size: 1em; background-color: #fff; transition: all .6s ease-in-out; } .post-share-icons i { vertical-align: middle } .post-share-icons .google-plus { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(201,48,44,1); color: rgba(201,48,44,1) } .post-share-icons .google-plus:hover { background-color: rgba(201,48,44,1); color: #fff } .post-share-icons .facebook { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(48,113,170,1); color: rgba(48,113,170,1) } .post-share-icons .facebook:hover { background-color: rgba(48,113,170,1); color: #fff } .post-share-icons .twitter { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(49,176,213,1); color: rgba(49,176,213,1); } .post-share-icons .twitter:hover { background-color: rgba(49,176,213,1); color: #fff; } .post-share-icons .email { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(186,146,116,.7); color: rgba(186,146,116,.7); } .post-share-icons .email:hover { background-color: rgba(186,146,116,.7); color: #fff; }
News

mercredi 22 février 2017

الإرهاب

الإرهاب
الإرهاب كتب بواسطة د. محمد راتب النابلسي التاريخ: الخميس ٠٩ فبراير ٢٠١٧ فى : آراء وقضايا اترك تعليق 19081 مشاهدة-T+T الإرهاب يتحدَّث أعداؤُنا عن الإرهاب، ولا سيما في هذه الأيام حيث واتَتْهم الظروف، ونحن نقول لهم: إنه مولودٌ خرجَ مِن رَحِمِ الغطرسة والظلم والاستخفافِ بكرامةِ الشعوب، وثمرةٌ مُرَّةٌ لشجرةٍ غَرَسَهَا الأقوياءُ المستكبرون في نفوس المقهورين. تُعلِّمنا الأحداثُ التي نشهدها كلَّ يوم في بلاد المسلمين أنَّ القوةَ البشريةَ مهما عَظُمَتْ فهي محدودة، وأنَّ العلمَ مهما اتَّسع فهو قاصر، وأنَّ الإنسانَ المتألِّي مصيره القصم، ففي رواية مسلمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ» [رواه مسلم]. إنَّ اعتمادَ القوةِ وحدَها، والحلولَ الأمنيةَ وحدَها لا يحقِّق الهدفَ ما لم يكن مصحوباً بدرجة عاليةٍ من الاستماعِ الجيِّدِ إلى الطرَف الآخر، فلَو أننا حدَّدنا مفهومَ الإرهابِ فلا يُؤخَذ المقاوِمُ بالمجرم، ولا الصالحُ بالطالح، ولا المُحِقُّ بالمُبْطِلِ، ولا يُؤْخَذُ العملُ المشروعُ بالعملِ المحظور؟! ولو حدَّدنا مفهومَ الإرهابِ؛ عندئذ تستفيدُ الشعوبُ المظلومةُ مِن هذا التحديد، حيث يصبحُ كلُّ ما هو خارج عن إطارِ مفهومِ الإرهابِ المتَّفَقِ عليه لا يُدرَجُ اسمُه، ولا يُلاحَق على أنه مِنَ الإرهابيين. ولانتعشتْ حركاتُ التحرُّر في العالَم _ وما أكثرَها _ في جهادها ونضالها للتحرُّرِ مِن هيمنةِ المستعمِرِ وطغيانه واستعباده. فأعداؤنا لو فَعَلُوا وحدَّدوا طبيعةَ الإرهابِ الذي ينبغي أنْ يُدَانَ ويُحارَب؛ لأدَانوا أفعالَهم، وحاربوا أنفسهم بأنفسهم، فنحن نتحدَّاهم أنْ يُخرِجوا لنا تعريفاً للإرهاب؛ مِن دون أنْ يكونـوا هُم أوَّلَ المتلبِّسين به قَبلَ غيرهم، ومِن دون أنْ يكونوا قد اقترفوه في أقبحِ صُورِه قبل غيرهم. إنَّ تحديدَ مفهومِ الإرهابِ يُظهِر جهادَ ومقاومةَ الشعب الفلسطيني ضدَّ الصهاينةِ المعتدين على أنه جهادٌ مشروعٌ، لا يندرِجُ تحت مفهومِ الإرهابِ الممنوعِ. لأجل ذلك هُم لا يريدون تحديدَ مفهومِ الإرهابِ الذي ينبغي أنْ يُحارَبَ، ليبقى ما هو محرَّمٌ على غيرهم مباحاً لهم، وليبقى شعارُ محاربةِ الإرهاب شعاراً مَطَّاطاً يُمكِّن الصهاينةَ مِنَ العدوان على الفلسطينيين كلما لاحتْ لهم أهمِّية ذلك بالنسبة لأَمْنِهِم ومصالحهم الذاتية. إنَّ على الذين يتصدُّون لما يسمونه إرهاباً أن يسألوا أنفسهم: لماذا يُقْدِم هؤلاء الشبَّان على الموت؟ وسيجدُ هؤلاءِ أنفسَهم بحاجة إلى وِقفةٍ شجاعة تخلِّصهم مِن مسلسلِ الذُّعْر المنتظر، ومسلسل عداوات المقهورين. إنَّ ردودَ أفعالِ المظلومين والمَوتورين لا يمكنُ التحكُّمُ في مداها ولا اتجاهها، وإنها تطيشُ متجاوزةً حدودَ المشروع والمعقول، مخترقةً شرائعَ الأديان، وقوانينَ الأوطان، وتَكفُرُ أوَّلَ ما تَكفُرُ بهذه القوانين التي لم توفِّرْ لها الحماية أولاً؛ فلذا لنْ تقبَلَها حاميةً لأعدائها. فإنَّ العلاجَ الأوَّلَ والحقيقيَّ هو نزعُ فَتِيلِ الظلمِ الذي يشحَنُ النفوسَ بالكراهيةِ والمَقْتِ، ويُعمي البصائرَ والأبصارَ عن تدبُّرِ عواقبِ الأمور، والنظرِ في مشروعيتها أو نتائجها. وإنَّ أَحْرَصَ النّاسِ على حياةٍ _ وهم الصهاينة _ سيَظَلُّون في حيرةٍ عندما يتعاملون مع مَنْ يُلغِي حياتَه مِن حسابِ الأرباح، ويسجِّل نفسَه كأوَّلِ رقم في قائمة الضحايا. إنَّ أعظمَ ما يملكه القويُّ أن ينهيَ حياةَ الضعيف، فإذا أراد الضعيفُ أن يقدِّمَ أَثْمَنَ ما يملك _ وهي حياته _ لِزَلْزَلَةِ كيانِ القوِيِّ؛ صارَ هذا الضعيفُ أقوى منه. وقد قيل: بدأتِ الحربُ بالإنسان، ثم أصبحتْ بَيِن آلتين، ثم بين عقلين، ثم انتهتْ بالإنسان. إنَّ الحديثَ عنِ القوةِ النابعةِ مِنَ الضَّعفِ ليس دعوةً إلى الرضى بالضَّعفِ، أو السكوتِ عنه، بل هو دعوةٌ لاستشعارِ القوَّةِ حتى في حالة الضَّعف. إذاً يجب أنْ نبحثَ في كلِّ مظنَّةِ ضعفٍ عنْ سببِ قوةٍ كامنةٍ فيه، ولو أخلصَ المسلمون في طلبِ ذلك لوجدوه، ولصارَ الضَّعفُ قوةً، لأنَّ الضعفَ ينطوي على قوَّةٍ مَسْتورةٍ يؤيِّدُها اللهُ في حفظه ورعايته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً). عندئذ ينتزِعُ المسلمون مِن هذا الضَّعفِ قوَّةً تُحوِّلُ قوَّةَ عدوِّهم ضعفاً، قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ). إنَّ مظاهرَ القوةِ لا تعني التَّناهِيَ ولا الإحاطة، ولكنَّ غرورَ البشر يجهل هذه الحقيقة، وتُسكِرُهُ نشوةُ القوَّة، فيقول: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ). الحذرَ الحذرَ من الوقوع في فِخاخٍ تُنصَبُ لأبناءِ أُمَّتنا العربيةِ والإسلاميةِ، قد يوقعهم فيها ذهولُ الصَّدمةِ، أو ثورةُ الحماسِ، إنَّ أكثرَ ما نحتاج إليه في أمورٍ كثيرة من حياتنا هو التوازنُ، والانطلاقُ من الثوابت الراسخة؛ مِن غير أنْ يُفْقِدَنَا التأثُّرُ بالأفعالِ وردودِ الأفعال الرؤيةَ الصحيحةَ. إنَّ للمشاعر حقَّها في أنْ تَغْلِيَ وتَفُورَ، أمَّا الأفعالُ فلا بدَّ أنْ تكونَ مضبوطةً بهَدْيِ المنهجِ الربَّانيِّ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوعِ إلى العلماء الربَّانيين الورعين، الذين لا يجاملون مصالحَ الخاصَّة، ولا يتملَّقون عواطفَ العامَّة. وقد كان العلماءُ على تعاقُبِ العصورِ صمامَ أَمَانٍ عندما تطيش الآراءُ، وتضطربُ الأمور: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً). فالعبرةُ ليست بِتَنْفِيسِ المشاعرِ وتفريغِ العواطفِ، ولكنَّ العبرةَ بتحقيقِ المصالحِ ودَرْءِ المفَاسِدِ. نسأل الله تعالى أن يفرِّج عن الشام وعن فلسطين وعن العراق واليمن، وأن يحقن الدماء، ويرفع البلاء. آمــــيـــن. - See more at: http://ishrakat.com/article-desc_4562_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8#sthash.W76UJfFl.dpuf
ما بعد الاستثناء الطائفي في الشام كتب بواسطة د. أحمد موفق زيدان التاريخ: الإثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧ فى : آراء وقضايا اترك تعليق 87 مشاهدة-T+T ما بعد الاستثناء الطائفي في الشام حين كتبت الصحافية والكاتبة الفرنسية كارولين دوناتي كتابها المتميز «الاستثناء السوري» قبل انطلاق ثورة الشام العظيمة، تشرفت بالاطلاع على نسخته العربية من الزميلة المترجِمة قبل نشره، لكن بعد هذه الثورة التي خذلها الصديق قبل العدو، وخذل معها العالم كله أخلاقا حاول كذبا وزورا وبهتانا أن يسوقها على مدى قرون، فكانت النتيجة أن داستها ووطأتها وحطمتها سنابك الطائفيين المجرمين ومن شايعهم وصمت عنهم وتواطأ معهم. يحق للكاتبة الفرنسية اليوم أو غيرها أن يكتب ما بعد الاستثناء الطائفي في الشام، فمن كان يظن ويخال للحظة واحدة أن تنسق أميركا مع روسيا في منطقة ما كما يحصل اليوم في الشام، ومن كان يظن للحظة أن تجوب طائرات مجرمة الشام طولا وعرضا وشمالا وجنوبا ومن ملل ونحل مختلفة، قاسمها المشترك تدمير المدمر وتمزيق الممزق، دون أن يحصل حادث مرور عرضي واحد بين الأعداء الإخوة، فقط على الشام وأهلها، إنه التنسيق لإفناء الشام وأهلها، ولكن خسئوا ما دام الله كافلها. من كان يظن للحظة واحدة أن يحصل كل ما يحصل في الشام من اعتداء على أبسط حقوق الحيوانات فضلا عن البشر، قتلا وتشريدا وتفريغا وإبادة، ويتشدق مع هذا معتوهون بأن لا شيء في الشام، وأن الحياة طبيعية! من كان يخال للحظة أن يتفق الأعداء والخصوم على الشعب الشامي العظيم قتلا أو صمتا على القتل، فلكل ثمنه، فالمشاركة بالقتل لها ثمنها، والصمت على القتل له ثمنه، والمباركة لها ثمنها، وما فعلته إيران في ثلاث عواصم وحواضر عربية عريقة عجز عن فعله بني صهيون لعقود في فلسطين وحدها. من كان يصدق أن تتفق إسرائيل وحلفاؤها وإيران وأصدقاؤها وحلفاؤها أيضا وعلى المكشوف بدعم العصابة الطائفية المجرمة التي تفتك بالشعب السوري بكل ما تفتقت عنه عقليتها الإجرامية، ومن كان يخال للحظة أن يسد الجيران أبوابهم في وجه جرحى وعذابات الشاميين وهم الذين فتحوا وشرعوا أبوابهم لكل مهاجر ولاجئ منذ الشركس والأكراد إلى العراقيين واللبنانيين وغيرهم، ومن كان يخال للحظة أن تجرؤ دولة على معارضة ورفض والاستهانة بقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها قرارات تحظر استخدام البراميل المتفجرة، ومع هذا يصر الطائفيون وسدنتهم على استخدامها والتي بترت ساقي عبدالباسط في الهبيط بإدلب أخيرا، وقرارات تهدد بتطبيق الفصل السابع باستخدام القوة إن أقدم أحد على استخدام الكيماوي ومع هذا يمزق الطائفيون القرار ويستخدمون الكيماوي ثماني مرات في حلب لوحدها بحسب تقرير وثقته منظمة هيومان رايتس ووتش. لقد هتفت أيها الشعب العظيم منذ اليوم الأول «ما لنا غيرك يا الله»، فكن أمينا على هذا الهتاف، وقوتك مستمدة بوحدتك وتماسكك ووفائك لهذا الشعار، وليذهب أعداؤك والصامتون والحياديون إلى الجحيم.. جحيم في الدنيا قبل الآخرة.; - See more at: http://ishrakat.com/article-desc_4577_%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85#sthash.mucLEdyO.dpuf
الجـــيـــران.. غرباء.. وعلاقة في مهب النسيان!! كتب بواسطة التاريخ: الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦ فى : تحقيقات اترك تعليق 180 مشاهدة-T+T الجـــيـــران.. غرباء.. وعلاقة في مهب النسيان!! الجار.. رفيق الأفراح والأحزان، حاضرٌ رغم شحة المسرَّات ، والأخ البعيد الذي لم تلده أمهاتنا ، والغريب الذي أصبح قريباً من أرواحنا .. والشريك الذي نرى عبره ماضينا وحاضرنا .. إنه الإنسان الذي أوصانا به رسول أمتنا خيراً ، نديم أسمارنا ، ووليف انتصاراتنا ، ومّنْ لا يغفل عن مواساتنا حين نخفق في الوصول .. من منا يستطيع الاستغناء عن جاره أو تجاهل وجوده إلى جواره بشكل دائم أو مؤقت ؟! .. لا أحد منا يستطيع ذلك ، ونحن أمة الجوار والسلام والمؤاخاة ، بل إن ديننا الحنيف أمرنا بالإحسان إلى الجار في أحاديث كثيرة منها على سبيل المثال قوله "صلى الله عليه وسلم" (لازال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيُورّثه) .. وقوله أيضا (والله لا يؤمن (ثلاثاً) قالوا : من يا رسول الله ؟! قال : من لا يأمن جاره بوائقه) .. لكن ، هل هذا هو فعلاً واقع الجيران اليوم ؟ .. وإذا لم يكن الأمر كذلك فما هي الأسباب التي أدت لوجود هذه الغربة أو العزلة بين الجار وجاره ؟ وما السبيل لإعادة بناء جسور التواصل بين الجيران ؟! هذا ما سنقرؤه خلال الأسطر القادمة من هذا الاستطلاع. خوف من التطفّل فاطمة محمد عبدالله - موظفة -: في الحقيقة لا أحد ينكر أهمية بقاء العلاقات الإنسانية مثل الجيرة في حالة جيدة ومستمرة، لكن أؤكد أننا من الشعوب التي تفتقد للذوقيات العامة في التعامل مع الجار.. أنا مثلاً بحكم أنني موظفة وأم أيضاً أكون مضطرة في أغلب الأحيان إلى الاكتفاء بالسؤال فقط عن جاراتي ، وترك الزيارات للمناسبات العامة أو الأكثر خصوصية ، فجدولي المنزلي مليئ بالأعمال المنزلية والوظيفية ، أضف إلى هذا ساعات المذاكرة للأولاد ، ولذلك فلن يتبقى في يومي ولا حتى ساعة واحدة للزيارة ، لهذا أنا أكتفي بطرق باب جاراتي والسؤال عن حالهن بعد عودتي من العمل مباشرة ، حتى لا أترك لبعضهن ممن يفتقدن لذوقيات الزيارة فرصة لسرقة وقتي وتضييع ساعاته الثمينة في ما لا يفيد من الأقوال والأعمال ، ولأنني بطبعي أخاف تطفُّل الجيران على حياتي وعملي ، فقد جعلت لهن أوقاتاً ومناسبات محددة للزيارة يعرفنها جيداً. ليسوا أهلاً للجيرة ! فادية عبد الحميد خطَّاب - موظفة -: منذ خمس سنوات وأنا جارة جديدة ! .. نعم ، فقبل خمس سنوات سكنت في هذه البناية ، وكنت غريبة ، لأنني قدمت من محافظة أخرى بسبب نقل وظيفتي إلى هنا ، مباشرة تعامل معي الجميع بطريقة عنصرية ، وحدثت مشاكل بين الأطفال ، كنت أتوقع أن تتعامل معها جاراتي بعقلانية كاملة ، لكن للأسف تم التعامل معي بهمجية كبيرة جداً ، ومنذ ذلك اليوم تعلمت درساً مهماً جداً ، أن "الباب الذي يأتي منه الريح غلِّقه واستريح" ! .. بعدها صرت أتعامل مع الجميع في حدود السلام عليكم وعليكم السلام فقط ، وفضَّلت أن أظل جارة جديدة وغريبة حتى هذا اليوم، بعدما وجدتهم ليسوا أهلاً للجيرة التي نشدتها .. وأضافت : هناك قسوة ، وتسرُّع في الحكم ، وعشوائية في تحديد الأولويات، فعلاقة الجيرة لها أولوية على مسألة اختلاف الأنساب ، أو العروق ، أو حتى مسألة الصراع التي تنشأ بين الأطفال ، وللأسف بعض الجيران لا يستطيعون تقدير القيمة الحقيقية للجار. جيران زمان غير لقمة العيش والحزبية نسفت معنى الجيرة!! أحلام علي محمد - طالبة جامعية -: لدي وجهة نظر خاصة تجاه العلاقة التي تربط بين الجيران اليوم ، فهناك عوامل اقتصادية وأخرى سياسية تؤثر على هذه العلاقة ، فحالة اقتصادية سيئة كالتي يعيشها مجتمعنا اليوم لابد أن تجعل من لقمة العيش شغلاً شاغلاً عن سواها .. وإضافة إلى ذلك فإن تقلبات سياسية أدت إلى وجود انقسام ، بل إلى انشقاق بأبعاد (حزبية ، دينية ، فكرية) بين الناس ، مما جعلهم ينقسمون إلى فئات أو جماعات ذات خلفيات ومدلولات غير قابلة للتغيير .. من هنا نرى وجود تخلُّف فعلي في علاقة الجيرة في مجتمعنا، بسبب وجود أحكام مسبقة ، وثقافة سائدة حول موضوع الانتماء .. لدينا نزعة تعصُّب كبيرة ، ومن هنا غابت مسألة وجود الآخر ، فإما أنا أو لا أحد ! وهذه العوامل أدت إلى انكماش هذه العلاقة وتراجعها ، وأصبح كل جار متقوقع حول نفسه واحتياجاته وولائه الحزبي أو السياسي بشكل عام . ضياع الجيرة والقيم ! عبدالله سيف العلواني - صاحب محل تجاري -: الجيرة فعلاً تغيرت في هذا الزمن ، وحقوق الجار أصبحت مهضومة مثل حقوق الإنسان بشكل عام ، أصبح الجميع متقوقعين حول أنفسهم لدرجة أنك لن تجد مَنْ يفتقدك من جيرانك إذا تغيبت إلا بعد فترة طويلة ، ولربما وجدتهم في مناسبات الرخاء أكثر من أوقات الشدة ، والسبب اندثار الكثير من القيم لدى مجتمعاتنا ، وليس حقوق الجار والجيرة فقط ، فالسلام، وآداب الزيارة ، والحفاظ على أمن ونظافة الطريق ، كلها قيم علَّمنا إياها ديننا الحنيف ، ثم هجرها الناس ، حتى أصبحت في حكم الفعل النادر. انهيار للبنية الاجتماعية أحمد عبد الكريم حبيش - تربوي -: في الماضي ، كان الجار هو الأخ القريب الذي لا تجمعك به صلة الرحم وإنما صلة القربى التي أوصى بها الله: (والجار الجُنب ...) وتفتُت عُرى الجيرة دليل على انهيار البنية الاجتماعية ، فالمعروف أن علاقات القربى والجوار والصحبة ومجمل العلاقات الإنسانية هي التي تشكل البنية القوية للمجتمع ، مع ما يحكمها من تشريعات أو قوانين ، وحدوث انهيار لتلك العلاقات يكون سبباً لانهيار المجتمع بأكمله ، فمن الواجب الحرص على تعهُّد الجار بالسؤال ، والعطاء ، والنصيحة ، مع ضرورة الالتزام بآداب الزيارة والعطاء والنصيحة، حتى لا يحل التنافر والفرقة محل التآخي والقربى . الدنيا بخير فؤاد عبد الودود الأبيض - صاحب محل تجاري -: لا أجد أن الأمر وصل إلى هذا الحد من العزلة والوحدة والإقصاء ، والأمر يعود إلى إنعدام روح المبادرة لدى الجميع عوضاً عن الانشغال بأمور الحياة اليومية أيضاً ..لكن رغم كل هذا أجد أن الدنيا بخير ، فجيراني في السوق مثلاً لا يطيب لهم الجلوس أو تناول الطعام إلا إذا كنت موجوداً بينهم ، بالرغم من أنهم أفضل حالاً مني ، كما أن جيران السكن أيضاً طيبون ومتفاعلون جداً .. وأوضح : لابد من إلقاء التحية ، وتقديم الهدية مهما كانت بسيطة ، فالمهم أن يطمئن الناس على جيرانهم خلال اليوم ولو بسؤال ، ولا يشترط التكلُّف في الزيارة ، وحمل الإنسان مالا يطيق ، إنما يكفي الاطمئنان والسلام، وتقديم حق الصلة والجوار ، ولنترك مسألة الزيارات الرسمية للجار إلى مواسم المناسبات ، حين يكون الجميع مستعداً لها . درس في الجوار ! أحمد محمد شمسان - مغترب -: كنت في رحلة عمل خارج الوطن حين تعرضت أسرتي لحادث سير ، ولم يشأ الأهل إزعاجي بالخبر ، وقد قام الجيران بتقديم مايلزم من الرعاية والعناية بزوجتي وطفلتي ، ولمدة ستة أشهر كاملة كان الوضع عادياً جداً ، ولم أعلم بشيء إلى أن مرضت والدتي مرض الموت ، واضطررت للعودة إلى الوطن لزيارتها ، وهنا فقط عرفت ما حدث لأسرتي أثناء غيابي ، ولم أستطع أن أقدم ما يجب عليَّ تقديمه من الشكر لهؤلاء الجيران الأوفياء .. لهذا أصبحت أرى أن الجار أقرب إليَّ من الأهل ، وإلا لما كان الرسول (ص) قد قال (لازال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيُورّثه) . جارتي وكالة أنباء فضائح !! (أم ياسر) - أم لولدين -: الجلوس في المنزل للقيام بالواجبات الأسرية، ومراجعة دروس الولدين ، ومشاهدة الفضائيات، أخرج ألف مرة من استقبال الجارات أو زيارتهن ، فلم أجنِّ منهن سوى المشاكل ووجع الرأس ، فواحدة منهن كبست على نَفَسي أكثر من شهرين زيارات يومية لا تنقطع ، وكان لا يحلو لها إلا الحديث الفاضح وكشف الأسرار (فلانة عملت مع زوجها كذا .. فلانة حنقت .. فلانة على علاقة بفلان) يعني وكالة أنباء فضائح !! وكل هذا تحمَّلتُه بضيق ، لكن أن تظل حتى أوقات متأخرة ، وبالذات لحين وصول زوجي من عمله ، لتستغل انشغالي مع الولدين، أو وجودي بالمطبخ للتقرب منه ، فهو مالم أستطع الصبر عليه ، وبالفعل تجرأت ، وطلبت منها عدم الحضور مجدداً.. وأضافت : لم تكن الأخريات أفضل منها ، فكل واحدة لديها هاجس وسلوك مشين، مما جعلني أكفر بالجيرة والجيران . أحتاج ما يرمي به جيراني أما أم مراد - أرملة ، وأم لثلاثة أطفال - لم تلمس التكافل والإحسان الذي أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام من جيرانها حيث تقول : توفى زوجي قبل عشرة أعوام ولم يُورّث لنا الا الديون ، ومن ذلك الوقت أعاني من أجل تلبية طالبات أولادي، وتوفير لقمة العيش، واضطررت للعمل كدّلالة، وأحياناً أطلب الله ، وعندما لا أستطيع توفير وجبات الطعام لأولادي ، فلا أحد من الجيران يحس بمعاناتنا ، رغم أنهم ميسورون وتجار ، لكنهم لا يُكلفون أنفسهم حتى السؤال عنّا .. وتضيف : تمر أيام أنام أنا وأولادي بلا عشاء، وجيراني يرمون ببقايا الطعام ، وهو ماكان يكفينا ويزيد، وأفكر أكثر من مرة أن أخبرهم بأني بحاجة ما يرمون به، ولكن عزة نفسي تمنعني . حسن الجوار أمان وسلم اجتماعي يرى الباحثون الاجتماعيون أن بقاء علاقات الجوار بحالة جيدة من شأنها أن ترفع المعنويات ، وتعزز الشعور بالانتماء، وتُحسِّن من أنماط السلوك المتبادل بين الجيران من جهة ، وبين أفراد الأسرة ذاتها أيضاً ، إذ ينعكس الأمر على مسألة السلام الداخلي الذي يتمتع به الفرد ، فحبُّ الخير ، وحسن الخلق ، والتعاون في صناعة السلم الاجتماعي يجعل الفرد أكثر ثقة بنفسه وبمَنْ حوله أيضاً ، ويمنحه دفعة قوية للتفاعل مع صعوبات الحياة بشكل أفضل . كما يؤكد خبراء العلاقات الإنسانية في حالات الطوارئ أن وجود علاقة جوار قوية تُخفِّف كثيراً من مشاكل التمزق وانهيار المجتمعات في حال وقوع الكوارث الطبيعية أو الحروب أو النزاعات المسلحة ، مشيرين إلى أن المرأة والطفل تحديداً يدفعان ثمن تلك الكوارث بنسبة أكبر، لأنهما أضعف من ناحية القدرة على الاحتمال وسرعة التفاعل مع الحدث ، لكن وجود تماسك اجتماعي قد يجعل نسبة الضرر أخف ، ويجعلهما أقدر على مواجهة المخاوف والتحديات الناتجة عن تلك الكوارث. ولم يختلف رأي خبراء الاجتماع عن رأي سابقيهم من الباحثين والخبراء ، حيث يرون أن علاقة الجوار شبيهة بالتماسك الأسري والانسجام الكامل بين الزوجين الذي يؤدي إلى وجود أسرة سليمة وخالية من العنف والنزاع ، لأن الأمر ذاته يحدث مع مجتمع متماسك ، فلا يمكن أن يترابط المجتمع من غير وجود علاقة جوار قوية ومترابطة، ومُؤمنة بوحدتها ضد أي ظاهرة لا تلائم منظومتها الأخلاقية. - See more at: http://ishrakat.com/article-desc_4482_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%80%D9%8A%D9%80%D9%80%D9%80%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%86#sthash.BBdWJzzD.dpuf

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire