.post-share-icons a { display: inline-block; width: 170px; padding: 8px 0; text-align: center; color: #fff; font-size: 1em; background-color: #fff; transition: all .6s ease-in-out; } .post-share-icons i { vertical-align: middle } .post-share-icons .google-plus { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(201,48,44,1); color: rgba(201,48,44,1) } .post-share-icons .google-plus:hover { background-color: rgba(201,48,44,1); color: #fff } .post-share-icons .facebook { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(48,113,170,1); color: rgba(48,113,170,1) } .post-share-icons .facebook:hover { background-color: rgba(48,113,170,1); color: #fff } .post-share-icons .twitter { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(49,176,213,1); color: rgba(49,176,213,1); } .post-share-icons .twitter:hover { background-color: rgba(49,176,213,1); color: #fff; } .post-share-icons .email { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(186,146,116,.7); color: rgba(186,146,116,.7); } .post-share-icons .email:hover { background-color: rgba(186,146,116,.7); color: #fff; }
News

lundi 20 février 2017

تفسير القرآن الكريم سورة النبأ 078

تفسير القرآن الكريم المرئي - سورة النبأ
تفسير القرآن الكريم المرئي - سورة النبأ 078 – الدرس ( 3 ) : تفسير الآيات 17 - 26، يوم الفصل يفصل فيه بين الحق والباطل ، سيد الخلق لا يعلم الغيب . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2016-06-08 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . يوم الفصل ميقات يشمل الناس جميعاً : أيها الأخوة الكرام ؛ مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، ومع السورة الأولى وهي سورة النبأ ، ومع قوله تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴾ [ سورة النبأ :17-27] أخواننا الكرام ؛ يوم الفصل يحاسب به الجميع ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] الميقات موعد لكن بعضهم قال : هناك ميقات مكاني كالأماكن التي حددها النبي الكريم لدخول الحرم ، مواقيت مكانية ، وهناك مواقيت زمانية ، فالميقات مكاني و زماني . ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] أي هذا الذي نسي وغفل وتفلت من منهج الله ، وعاش لشهوته وغريزته ، وابتغى مصالحه ، وبنى مجده على أنقاض الآخرين ، بنى حياته على موتهم ، بنى صحته على سقمهم، بنى غناه على فقرهم ، هؤلاء الذين غفلوا عن الله ، وتفلتوا ، وفعلوا ما فعلوا ، وأساؤوا للبشر ، لهم موعد ، لهم يوم حساب . ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] ميقات للجميع .
علامة الإيمان بالله العظيم الاستقامة على أمره : لكن قوله تعالى : علامة الإيمان بالله العظيم أن تستقيم على أمره ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ* فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ* قُطُوفُهَا دَانِيَةً* كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ* وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ* يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ* مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ* خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ* إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾ [ سورة الحاقة : 19-33] إبليس آمن بالله ، آمن به رباً وعزيزاً ، لكن ما آمن بالله العظيم ، البطولة أن تؤمن بالله العظيم ، وعلامة إيمانك بالله العظيم أن تستقيم على أمره . إذاً هذا اليوم يوم الفصل ، يوم الدينونة ، الإدانة ، يوم الجزاء ، يوم الدين ، مالك يوم الدين . ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] السياق لمن نسي هذا اليوم ، لمن نسي أن يحاسب نفسه حساباً عسيراً . بطولة الإنسان أن يعد للساعة عدتها : بالمناسبة أخواننا الكرام ؛ من حاسب نفسه في الدنيا حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة يسيراً ، ومن حاسب نفسه في الدنيا حساباً يسيراً كان حسابه يوم القيامة عسيراً . أشخاص كثيرون يقولون : لا تدقق ، لا يوجد عنده رغبة لينضبط ، لا يوجد عنده رغبة ليلتزم ، لا يوجد عنده رغبة ليطبق منهج الله عز وجل ، يريد أن يعيش لشهوته ومصالحه وغرائزه ، هذا أمامه يوم صعب ، قال تعالى : ﴿ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾ [ سورة الإنسان: 27] العاقل من عمل للساعة التي لابد منها بحياتنا الدنيا قد يكون هناك عصابة لصوص ، يمرحون ويسرحون وينهبون ويغتصبون ، حينما يقعون في قبضة العدالة أذلاء ، في ذل شديد ، أعينهم نحو الأرض هذا اليوم ، لذلك البطولة ألا تعيش الماضي ، ولا أن تعيش الواقع ، البطولة أن تعيش المستقبل ، ما أخطر شيء في المستقبل ؟ أخطر شيء في المستقبل مغادرة الدنيا ، زوجة ، أولاد ، بنات ، قد يكون لك منصب ، مركبات ، نزهات ، رحلات ، مؤتمرات ، ولائم ، سفر ، إلى القبر ، هذه النقلة المفاجئة ، لذلك ينادى هذا الذي دفن : عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت . الذكاء والعقل والتفوق والنجاح والفلاح أن تعد لهذه الساعة التي لا بد منها ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أكثروا من ذكر هادم اللذات ، مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات )) [ الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ] (( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به )) [الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ]
يوم الفصل لمن نسي ذكر الله عز وجل : أخواننا الكرام ؛ ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] كان موعداً لمن نسي ذكر الله عز وجل ، أو لمن طغى وبغى ونسي المبتدا والمنتهى ، والله عز وجل قال : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] أنت أحياناً تمر بمرحلة تأديب ، وهناك مرحلة إذا لم تتعظ ، لم تنتبه ، لم تستجب ، لم تفكر ، عندئذ تدخل في مرحلة : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] من نسي ذكر الله عز وجل لابد له من يوم يحاسب فيه لم يقل : باب ، بل قال : أبواب ، لم يقل أبواب شيء ، أبواب كل شيء ، أحياناً الإنسان يسافر إلى بلد بعيد ، هناك رفاه ، بلاد جميلة ، المعاصي كلها مقترفة هناك ، التحلل ، التفلت ، الزنا ، الخمر ، أقوياء وقرارهم خطير ، معهم أسلحة فتاكة ، أمرهم نافذ في الأرض . ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] لذلك العاقل الذي يعيش اليوم الآخر ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [ سورة النبأ :17-18] أفواج ، أي الرسل فوج ، الأنبياء فوج ، الصديقون فوج ، المؤمنون فوج ، العباد فوج، العلماء فوج ، بعذ لك المنافقون فوج ، والكفار فوج ، الزناة فوج ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [ سورة النبأ :17-18] الاعتماد على النص القرآني والنبوي في الحديث عن اليوم الآخر وعالم الغيب : لذلك مرة ثانية قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [ سورة النبأ :18] الكون كله يشف عن وجود الله تعالى وكماله الصور البوق ، لكن هناك ملاحظة مهمة جداً أن الآيات التي تحدثت عن اليوم الآخر ، والآيات التي تحدثت عن الجنة وعن النار ، هذه موضوعات ليست تحت بصرنا وسمعنا ، أنت أمامك شيء ظهرت عينه ، أداة اليقين به الحواس الخمس ، شيء غابت عنك عينه بقيت آثاره ، في هذا المسجد هل هناك تيار كهربائي ؟ أنتم لا ترون التيار الكهربائي لكن ماذا ترون ؟ أثر هذا التيار ، تكبير الصوت والإضاءة ، إذا كان هناك شيء ظهرت عينه وأثره ، أداة اليقين به الحواس الخمس واستطالاتها ، أي التلسكوب والميكروسكوب ، شيء غابت عينه بقيت آثاره ، أنت أمام جدار وفي أعلى الجدار دخان ، أنت تقول : لا دخان بلا نار ، أنت النار لم ترها لكنك رأيت آثارها ، فتحكم على الشيء بأثره ، وهذا الإيمان بالله ، الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولكن العقول تصل إليه ، هذا الكون يشف عن وجود الله ووحدانيته وكماله ، يشف عن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، يشف عن قدرته ، وعن علمه ، وعن كل أسمائه لا نعلم من الغيب إلا ما ذكر في النص القرآني ولا يجب أن نزيد عليه شيئاً فهذا الكون هو الثابت الأول ، لذلك التفكر في خلق السموات والأرض ، التفكر في الآيات الكونية، والنظر في الآيات التكوينية ، وتدبر الآيات القرآنية ، قنوات ثلاث سالكة لمعرفة الله عز وجل ، إذاً هذا الذي أمامنا عالم الشهادة ، وعندنا عالم الغيب ، عالم الغيب لا نملك بمعرفة عالم الغيب إلا آيات محدودة ذكرها الله في القرآن الكريم ، وأحاديث محدودة ذكرها النبي الكريم . فالبطولة ألا تزيد عليها شيئاً ولا كلمة ، نكتفي من عالم الغيب ما ذكره الله عز وجل، ونكتفي من عالم الغيب ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] هذا من عالم الغيب ، يوم الحسم ، لذلك أهم نقطة : ينبغي ألا نضيف على ما أخبرنا الله به عن اليوم الآخر ولا كلمة ، أن نكتفي بما ذكر الله ، هناك عبارة أدق من ذلك أن نسكت حيث سكت الله ، يقول لك أحدهم : يا ترى سيدنا يوسف تزوج زليخة ؟ لا أعرف ، أنا عندي في السورة لم يذكر الله أنه تزوجها أم لم يتزوجها ، إذاً يجب أن نبقى عند النص القرآني والنبوي في الحديث عن اليوم الآخر وعن عالم الغيب .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire