.post-share-icons a { display: inline-block; width: 170px; padding: 8px 0; text-align: center; color: #fff; font-size: 1em; background-color: #fff; transition: all .6s ease-in-out; } .post-share-icons i { vertical-align: middle } .post-share-icons .google-plus { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(201,48,44,1); color: rgba(201,48,44,1) } .post-share-icons .google-plus:hover { background-color: rgba(201,48,44,1); color: #fff } .post-share-icons .facebook { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(48,113,170,1); color: rgba(48,113,170,1) } .post-share-icons .facebook:hover { background-color: rgba(48,113,170,1); color: #fff } .post-share-icons .twitter { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(49,176,213,1); color: rgba(49,176,213,1); } .post-share-icons .twitter:hover { background-color: rgba(49,176,213,1); color: #fff; } .post-share-icons .email { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(186,146,116,.7); color: rgba(186,146,116,.7); } .post-share-icons .email:hover { background-color: rgba(186,146,116,.7); color: #fff; }
News

lundi 27 mars 2017

حكم موسوعة النابلسي

<a href="http://us2.campaign-archive2.com/home/?u=01b2f798014acd313fbf935c4&id=c4e54bf8a3&ct=t%28Tracking+Al+Nadam%29">أرشيف حكم موسوعة النابلسي</a>

الإسلام دين الواقع الإسلام من أجل أن تحيى حياة مفعمة بالسلامة والسعادة ، من أجل أن تسعد ، الإسلام منهج الخالق إلى جنته

منهج البحث في الإسلام عند وجود قضايا إخبارية أعتني بصحة الخبر فقط، وعند القضايا العقلية أعتني بصحة الاستدلال، وعند القضايا الحسية أعتني بدقة الحواس

الخسارة ما من خسارة تحيط بالإنسان , كأن يخسر الآخرة ، لأن الجنة أعظم عطاء

صفات الحاسد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الله عز وجل : ( ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) فإليك إخواني الأعزاء بعض المعلومات المهمة التي يجب علينا أن نعيها وأن نأخذ بها ولا تنسانا من خالص دعائك. فهذا الموضوع جد مهم عسى أن ينفعنا الله به.. منقول ا من محاضرة على قناة الناس للشيخ سالم أبو الفتوح حفظه الله تعالى وجزاه الله خيرا .. صفات الحاسد من وجدت فيه هذه الصفات فاعلم أخي الكريم أنه إنسان حاسد فاحذر منه : 1. متسخط على قدر الله كثير الشكوى متذمر دائماً يرى النعمة على غيره نقمة . 2. بخيل شحيح النفس لا يحب الإنفاق. 3. عظيم اللؤم خبيث النفس. 4. التعزز:والبغضاء. 5. التعزز : يحب أن يكون هو الأعلى دائما عزيز وغيره الأسفل . 6. الكبر متكبر دائما ولو على أبسط الأشياء. 7. الخوف من فوات المقصد: أي أنه لا يحب أن يأخذ مكانه أي شخص في العمل 8. حب الرياسة. 9. خبث النفس يكره الخير لكل الناس . الفرق بين الغبطة والحسد : فالحسد محرم بالكتاب والسنة كما تعلموا إخواني لقوله تعالى ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا .. ) أما الغبطة: فهي محمودة أي يحب الإنسان أن يكون مثل أخيه دون أن يتمنى زوال النعمة عليه.. والمنافسة : هي تسارع البعض في عمل الخير ، وهذا محمود أيضاً . وما من آدمي إلا عنده الحسد ولكن المؤمن يكبته داخل نفسه ويتحكم به ولا يجعله يسيطر عليه.. صفات المحسود ومن صفات المحسود الذي أصيب بالحسد ما يلي: 1. صداع شديد في الرأس لا يذهب . 2. صفرة في الوجه . 3. العرق الشديد والتبول الكثير. 4. رطوبة في اليدين والرجلين أي دائما معه برودة في أطرافه من اليدين والرجلين. 5. خفقان في القلب وخوف غير طبيعي وهبوط حاد. 6. غضب شديد وانفعال شديد دائماً . 7. حزن وضيق في صدر شديد وكآبة . 8. ألم في أسف الظهر وكذلك ألم بين الكتفين وأرق في الليل. 9. ضعف الشهية . ملاحظة: قد تكون حالة واحدة من هذه الصفات تكفي لأن يكون الشخص محسود ولذلك يجب أن نذكر بعلاج هذا الشخص المحسود فإليك ما يلي في العلاج. 1. الغسل 2. الرقية الشرعية أولا: الغسل: ماء مقروء عليه الرقية الشرعية في سطل أو قدح فيغسل مايلي: الوجه ـ اليدين ـ الركبتين ـ وأطراف الرجلين ـ وحقويه أي خواصره ثم يصب بعد ذلك الماء خلفه من رأسه يعني الجزء الخلفي من مبتدئاً من خلف رأسه إلى أخمص قديه متذكراً الحاسد الذي حسده إن أمكنه معرفته .. وكان في القدم إذا عرف الحاسد يطلب منه أن يغتسل بماء في قدح ويصب هذا الماء على المحسود فيشفى بإذن الله تعالى. خلاصة:يستطع المحسود فعل هذا يفعل ما ذكرناه سابقاً في أن يتذكر الحاسد ويصب الماء كأنه من ماء الحاسد.. خلاصة: هذا الموضوع لا يستهان به إخواني فكم في القبور من موتى بسبب العين، ويستطيع كل شخص أن يفعل هذا الأمر دون اللجوء لأي شيخ يستطيع المرء أن يرقى نفسه بنفسه وهو أفضل شيء والله .. وسوف أقوم بحلقة ثانية طرح الرقية الشرعية والوقاية من الحسد إن كان في العمر بقية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . لا يمكن أن تجد مؤمناً يفرح بمصيبة نزلت بالمؤمنين ، أو يتألم بخير أصاب المؤمنين ، فإن فعل هذا , فاعلم أنه ليس مؤمناً

السرداب عند الشيعة.. بين الحقيقة والافتراء .. تاريخ الإضافة 10/23/2012 10:12:38 AM الحمد لله ذي العزة والافضال , والجود والنوال , نحمده على ما خص وعممّ من نعمه , ونستعينه على أداء فرائضه , ونسأله الصلاة والسلام على خاتم رسله . أما بعد : فنبدأ هذا الموضوع بقول عالم الرافضة الكبير عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير : (( وفرية السرداب أشنع وإن سبقه إليها غيره من مؤلفي أهل السنة لكنه زاد في الطمور نغمات بضم الحمير إلى الخيول وادعائه اطراد العادة في كل ليلة واتصالها منذ أكثر من ألف عام ، والشيعة لا ترى أن غيبة الإمام في السرداب ، ولاهم غيبوه فيه ولا إنه يظهر منه ، وإنما اعتقادهم المدعوم بأحاديثهم أنه يظهر بمكة المعظمة تجاه البيت )) الغدير جـ 3 ص ( 308 ) . فهذا الجاهل الأنوك لا يعرف ما هو موجود في كتب أهل ملته , ولا ما سطره ودونه الذين يزعم أنهم أئتمه , وجعله ذلك يتهم أهل السنة بالكذب والافتراء !! والآن سوف نسرد تلك الروايات التي رواها الرافضة في كتبهم حول السرداب الموجود في العراق , ونبدأ بقول من يسمونه بالشهيد الأول حيث قال : (( ويستحب زيارة المهدي عليه السلام في كل مكان وكل زمان ، والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته ، وتتأكد زيارته في السرداب بسر من رأى )) الدروس جـ 2 ص ( 16 ) . ويقول الجوهري : (( وكذا يستحب مؤكدا زيارة الامام المهدي الحجة صاحب الزمان أبي القاسم محمد بن الحسن عليه السلام عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه ، ولد بسر من رأى ليلة الجمعة ، وقيل ضحى خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، أمه صقيل ، وقيل نرجس ، وقيل مريم بنت زيد العلوية ، وهو الذي يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، أسأل الله تعالى به وبآبائه الطاهرين أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يرزقني رضاه ، ويعرف بيني وبينه ، ويعدني في أوليائه وشيعته وأنصاره ، فانه أرحم الراحمين ، ويستحب زيارته في كل مكان وكل زمان ، والدعاء بتعجيل الفرج في زيارته ، وتتأكد زيارته في السرداب المعروف بسر من رأى )) جواهر الكلام جـ 2 ص ( 100 ) . ويقول أيضاً : (( والظاهر انصراف نذر زيارتهم عليهم السلام إلى قصدهم في أمكانهم حتى الحجة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) منهم وإن كان عليه السلام يزار في كل مكان إلا أن يريد ذلك لا خصوص السرداب )) نفس المصدر جـ 53 ص ( 429 ) . ويقول محمد بن المشهدي : (( إذا وصلت الى حرمه صلى الله عليه وسلم بسر من رأى فاغتسل والبس اطهر ثيابك وقف على باب حرمه عليه السلام قبل ان تنزل السرداب وزر بهذه الزيارة وقل : السلام عليك يا خليفة الله وخليفة ابائه المهديين ، السلام عليك يا وصي الاوصياء الماضين ، السلام عليك يا حافظ اسرار رب العالمين ، السلام عليك يا بقية الله من الصفوة المنتجبين )) المزار ص ( 586 ) . ويقول : (( ثم تخرج ووجهك الى القبرين على اعقابهم ، وتأتي سرداب الغيبة فتقف بين البابين ماسكا جانب الباب بيدك ثم تنحنح كالمستأذن ، وسم وانزل وعليك السكينة والوقار ، وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل : الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر ولله الحمد ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وعرفنا اولياءه واعداءه ، ووفقنا لزيارة ائمتنا ، ولم تجعلنا من المعاندين الناصبين ، ولا من الغلاة المفوضين ، ولا من المرتابين المقصرين... )) نفس المصدر ص ( 657 ) . ويقول : (( تتمة في زيارة سيدنا ومولانا حجة الله الخلف الصالح أبي القاسم محمد المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه بسر من رأى فإذا وصلت إلى حرمه بسر من رأى فاغتسل والبس أطهر شيابك وقف على باب حرمه عليه السلام قبل أن تنزل السرداب وزر بهذه الزيارة فقل : السلام عليك يا خليفة الله وخليفة آبائه المهديين السلام عليك يا وصي الاوصياء الماضين السلام عليك ..... )) نفس المصدر ص ( 203 ) . ويقول : (( فإذا نزلت السرداب فقل : السلام على الحق الجديد والعالم الذي علمه لا يبيد السلام على محيي المؤمنين ومبير الكافرين السلام على مهدي الامم وجامع الكلم السلام على خلف السلف وصاحب الشرف السلام على حجة المعبود وكلمة المحمود السلام على معز الاولياء .. )) نفس المصدر ص ( 208 ) . ويقول المجلسي : (( ومن عجائب الاتفاق أن تاريخ الفراغ من إتمام هذا السرداب ، يوافق يومه مع يوم ولادة الخواجه ، يوم السبت حادي عشر جمادى الاولى سنة 597 تمام عمره خمسة وسبعون سنة وسبعة أيام )) بحار الأنوار جـ 84 ص ( 318 ) . ويقول : (( صفته عليه السلام : شاب مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر يسيل على منكبيه ، أقنى الانف ، أجلى الجبهة ، قيل : إنه غاب في السرداب والحرس عليه وكان ذلك سنة ست وسبعين ومأتين )) بحار الأنوار جـ 15 ص ( 44 ) . ويقول : (( ومن ذلك ما عرفته ممن حققت حديثه وصدقته أنه قال : كتبت إلى مولانا المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين كتابا يتضمن عدة مهمات ، وسألت جوابه بقلمه الشريف عنها . وحملته معي إلى السرداب الشريف بسر من رأى فجعلت الكتاب في السرداب ثم خفت عليه فأخذته معي وكانت ليلة جمعة وانفردت في بعض حجر مشهد المقدس )) نفس المصدر جـ 25 ص ( 54 ) . ويقول : (( زيارة المشهد الشريف بسر من رأى على مشرفه السلام ثم أنحدر إلى أهلي فحسن له ذلك ، فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين وتوجه . قال : فلما دخلت المشهد وزرت الائمة عليهم السلام نزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالامام عليه السلام وقطعت بعض الليل في السرداب وبقيت في المشهد إلى الخميس ثم مضيت إلى دجلة ، واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا وملات إبريقا كان معي وصعدت اريد المشهد فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم ، فحسبتهم منهم ، فالتقينا فرأيت شابين أحدهما عبد مخطوط وكل واحد منهم متقلد بسيف وشيخا منقبا بيده رمح والآخر متقلد بسيف وعليه فرجية ملونة فوق السيف ، وهو متحنك بعذبته )) نفس المصدر جـ 25 ص ( 62 ) . ويقول : (( في زيارة القائم عليه السلام في السرداب " ووفقني يا رب للقيام بطاعته ، وللثوى في خدمته ، والمكث في دولته ، واجتناب معصيته ، فان توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته ، ويملك في دولته ، ويتمكن في أيامه ، ويستظل تحت أعلامه ، ويحشر في زمرته ، وتقر عينه برؤيته " )) نفس المصدر جـ 35 ص ( 95 ) . ويقول أيضاً : (( فهذا مستند لزيارة القايم صلوات الله عليه في أي مكان أراد ، ويتوجه إلى السرداب المقدس . )) نفس المصدر جـ 89 ص ( 367 ) . ويقول : (( ...على محمد وآل محمد ، واستجب وصل على محمد وآله أجمعين . ثم تخرج عنهما ولا تول ظهرك إليهما وامض إلى السرداب فزر صاحب الامر صلوات الله عليه بما سيأتي )) نفس المصدر جـ 99 ص ( 78 ) . ويقول : (( ثم اعلم أنه يستحب زيارته صلوات الله عليه في كل مكان وزمان ، وفي السرداب المقدس وعند قبور أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أفضل ، وفي الازمنة الشريفة لا سيما ليلة ميلاده وهي النصف من شعبان على الاصح ، وليلة القدر التي تنزل عليه فيها الملائكة والروح أنسب .. )) النفس المصدر جـ 99 ص ( 119 ) . ويقول الماحوزي : (( وقال نور الدين علي بن محمد المكي المالكي في الفصول المهمة : انه غاب في السرداب والحرس عليه ، وكان ذلك سنة ست وسبعين ومائتين من الهجرة ، وتزعم الشيعة أنه دخل السرداب في دار أبيه وامه تنظر إليه ، فلم يخرج إليها بعد ذلك ، وعمره يومئذ تسع سنين . وذكر ابن الأزرق في تاريخ ميافارقين أنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره سبع عشرة سنة )) كتاب الأربعين ص ( 227 ) . ويقول المولى حيدر الشيرواني : (( وقيل : إنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين وما ئتين للهجرة وعمره سبع عشرة سنة )) مناقب أهل البيت (ع) ص ( 298 ) . ويقول علي النمازي : (( باب زيارة الإمام المستتر عن الأبصار الحاضر في قلوب الأخيار المنتظر في الليل والنهار الحجة بن الحسن ( عليه السلام ) في السرداب وغيره )) مستدرك سفينة البحار جـ 4 ص ( 361 ) . ويقول : (( سردب : فضل سرداب المقدس المعظم في سر من رأى ، وزيارة مولانا الحجة المنتظر ( عليه السلام ) فيه يعرف مما ورد من الأدعية والكلمات التي يقال عند باب السرداب المقدس كقوله : إلهي إني وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وكقوله : اللهم إن هذه بقعة طهرتها ، وعقوة شرفتها ....الخ )) نفس المصدر جـ 4 ص ( 12 ). ويقول علي الكوراني العاملي المسكين : (( زيارة سادسة يزار بها مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه ، إذا زرت العسكريين صلوات الله عليهما . . فأت إلى السرداب وقف ماسكا جانب الباب كالمستأذن وسم وانزل وعليك السكينة والوقار وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل : إلهى إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله ، وقد منعت الناس من الدخول إلى بيوته إلا بإذنه.... )) معجم أحاديث المهدي جـ 4 ص ( 493 ) , ويقول حسن الصدر : (( ولما أنزل في سرداب بقعته ليوضع في لحده كان الحاج ملازمان المازندراني واقفا على باب السرداب إلى جنبى ، فقال لى " الله اكبر " وأخذته الرعدة . فقلت له : ما دهاك ؟ فقال : هذا الحجة صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام قد حضر إليه وهو الان في السرداب فاني أعرف رائحته المباركة )) تكملة آمل الآمال ص ( 428 ) . ويقول ابن أبي الفتح الإربلي : (( واما الجواب عن انكارهم بقاؤه في السرداب من غير أحد يقوم بطعامه وشرابه فعنه جوابان احدهما بقاء عيسى عليه السلام في السماء من غير أحد يقوم بطعامه وشرابه وهو بشر مثل المهدي عليه السلام فكما جاز بقاءه في السماء والحالة هذه فكذلك المهدي في السرداب )) كشف الغمة جـ 3 ص ( 295 ) . ويقول : (( وتوجه قال فلما دخلت المشهد وزرت الائمة عليه السلام ونزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالامام عليه السلام وقضيت بعض الليل في السرداب وبت في المشهد إلى الخميس ثم مضيت إلى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا وملات ابريقا كان معي وصعدت اريد المشهد )) نفس المصدر جـ 3 ص ( 297 ) . ومن كتب السنة يقول محمد قلعجي : (( عند الشيعة : الشخص الذي ينصب واسطة بين الامام الثاني عشر المختفي في السرداب - كما يزعمون - وبين أتباعه من طائفة الشيعة )) معجم لغة الفقهاء ص ( 101 ) . أما بخصوص موضوع عيسى عليه السلام فيقول تعالى { و من نعمره ننكسه في الخلق أ فلا يعقلون } ويقول محمد حسين الطباطبائي : (( التعمير التطويل في العمر، و التنكيس تقليب الشيء بحيث يعود أعلاه أسفله و يتبدل قوته ضعفا و زيادته نقصا و الإنسان في عهد الهرم منكس الخلق يتبدل قوته ضعفا و علمه جهلا و ذكره نسيانا)) تفسير الميزان جـ 17 ص ( 108 ). أو بحسب تعبير المجلسي : (( معناه أن من طال عمره وكبر سنه رجع إلى مثل ماكان عليه في حال صغره وطفوليته ، فيستولي عليه عند ذلك النقصان في جميع آلاته )) . بحار الأنوار جـ 90 ص ( 36 ) . فإذا أثبت القرآن الكريم هذه الحقيقة فلا يجوز أن نستثنى منها أحد إلا إذا ذُكر هذا الاستثناء في القرآن الكريم نفسه كما في مسألة عيسى عليه السلام !! أما أحتجاجهم بالخضر عليه السلام فهو ميت , ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد " . صحيح البخاري جـ 1 ص ( 279 ) صحيح مسلم جـ 7 ص ( 187 ) وغيرها . فكما رأيت أخي الفاضل .. فعقيدة السرداب هي من كتبهم , ومن أفواههم ندينهم , وليست هي فرية من أهل السنة كما يزعم جهالهم , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. يقول صاحب المنار المنيف 1/152 وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا ويختم الفضا دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمس مئة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم أخرج يا مولانا لآحتج يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم ودأبه ولقد أحسن من قال ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان 3/173 سامراء لغة في سر من رأى مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت وفيها لغات سامراء ممدود وسامرا مقصور وسر من رأ مهموز الآخر وسر من را مقصور الآخر أما سامراء فشاهده قول البحتري وأرى المطايا لا قصور بها عن ليل سامراء تذرعه وسر من را مهموز في قول الحسين بن الضحاك سر من را أسر من بغداد قاله عن بعض ذكرها المعتاد وسر من راء ممدود الآخر في قول البحتري لأرحلن وآمالي مطرحة بسر من راء مستبطي لها القدر وسامرا مقصور وسر من رأى وساء من رأى عن الجوهري وسراء وكتب المنتصر إلى المتوكل وهو بالشام إلى الله أشكو عبرة تتحير ولو قد حدا الحادي لظلت تحدر فياحسرتا إن كنت في سر من رأى مقيما وبالشام الخليفة جعفر وقال أبو سعد سامراء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها سر من رأى فخففها الناس وقالوا سامراء وهي في الإقليم الرابع طولها تسع وستون درجة وثلثا درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وسدس تعديل نهارها أربع عشرة ساعة غاية ارتفاع الشمس بها تسع وسبعون درجة وثلث ظل الظهر درجتان وربع ظل العصر أربع عشرة درجة بين الطولين ثلاثون درجة سمت القبلة إحدى عشرة درجة وثلث وعن الموصلي ثلاث وثمانون درجة وعرضها مائة وسبع عشرة درجة وثلث وعشر وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه وقد ينسبون إليها بالسر مري وقيل إنها مدينة بنيت لسام فنسبت إليه بالفارسية سام راه وقيل بل هو موضع عليه الخراج قالوا بالفارسية ساء مره أي هو موضع الحساب وقال حمزة كانت سامراء مدينة عتيقة من مدن الفرس ............ الخ.

الإرهاب

الإرهاب
الإرهاب كتب بواسطة د. محمد راتب النابلسي التاريخ: الخميس ٠٩ فبراير ٢٠١٧ فى : آراء وقضايا اترك تعليق 19081 مشاهدة-T+T الإرهاب يتحدَّث أعداؤُنا عن الإرهاب، ولا سيما في هذه الأيام حيث واتَتْهم الظروف، ونحن نقول لهم: إنه مولودٌ خرجَ مِن رَحِمِ الغطرسة والظلم والاستخفافِ بكرامةِ الشعوب، وثمرةٌ مُرَّةٌ لشجرةٍ غَرَسَهَا الأقوياءُ المستكبرون في نفوس المقهورين. تُعلِّمنا الأحداثُ التي نشهدها كلَّ يوم في بلاد المسلمين أنَّ القوةَ البشريةَ مهما عَظُمَتْ فهي محدودة، وأنَّ العلمَ مهما اتَّسع فهو قاصر، وأنَّ الإنسانَ المتألِّي مصيره القصم، ففي رواية مسلمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ» [رواه مسلم]. إنَّ اعتمادَ القوةِ وحدَها، والحلولَ الأمنيةَ وحدَها لا يحقِّق الهدفَ ما لم يكن مصحوباً بدرجة عاليةٍ من الاستماعِ الجيِّدِ إلى الطرَف الآخر، فلَو أننا حدَّدنا مفهومَ الإرهابِ فلا يُؤخَذ المقاوِمُ بالمجرم، ولا الصالحُ بالطالح، ولا المُحِقُّ بالمُبْطِلِ، ولا يُؤْخَذُ العملُ المشروعُ بالعملِ المحظور؟! ولو حدَّدنا مفهومَ الإرهابِ؛ عندئذ تستفيدُ الشعوبُ المظلومةُ مِن هذا التحديد، حيث يصبحُ كلُّ ما هو خارج عن إطارِ مفهومِ الإرهابِ المتَّفَقِ عليه لا يُدرَجُ اسمُه، ولا يُلاحَق على أنه مِنَ الإرهابيين. ولانتعشتْ حركاتُ التحرُّر في العالَم _ وما أكثرَها _ في جهادها ونضالها للتحرُّرِ مِن هيمنةِ المستعمِرِ وطغيانه واستعباده. فأعداؤنا لو فَعَلُوا وحدَّدوا طبيعةَ الإرهابِ الذي ينبغي أنْ يُدَانَ ويُحارَب؛ لأدَانوا أفعالَهم، وحاربوا أنفسهم بأنفسهم، فنحن نتحدَّاهم أنْ يُخرِجوا لنا تعريفاً للإرهاب؛ مِن دون أنْ يكونـوا هُم أوَّلَ المتلبِّسين به قَبلَ غيرهم، ومِن دون أنْ يكونوا قد اقترفوه في أقبحِ صُورِه قبل غيرهم. إنَّ تحديدَ مفهومِ الإرهابِ يُظهِر جهادَ ومقاومةَ الشعب الفلسطيني ضدَّ الصهاينةِ المعتدين على أنه جهادٌ مشروعٌ، لا يندرِجُ تحت مفهومِ الإرهابِ الممنوعِ. لأجل ذلك هُم لا يريدون تحديدَ مفهومِ الإرهابِ الذي ينبغي أنْ يُحارَبَ، ليبقى ما هو محرَّمٌ على غيرهم مباحاً لهم، وليبقى شعارُ محاربةِ الإرهاب شعاراً مَطَّاطاً يُمكِّن الصهاينةَ مِنَ العدوان على الفلسطينيين كلما لاحتْ لهم أهمِّية ذلك بالنسبة لأَمْنِهِم ومصالحهم الذاتية. إنَّ على الذين يتصدُّون لما يسمونه إرهاباً أن يسألوا أنفسهم: لماذا يُقْدِم هؤلاء الشبَّان على الموت؟ وسيجدُ هؤلاءِ أنفسَهم بحاجة إلى وِقفةٍ شجاعة تخلِّصهم مِن مسلسلِ الذُّعْر المنتظر، ومسلسل عداوات المقهورين. إنَّ ردودَ أفعالِ المظلومين والمَوتورين لا يمكنُ التحكُّمُ في مداها ولا اتجاهها، وإنها تطيشُ متجاوزةً حدودَ المشروع والمعقول، مخترقةً شرائعَ الأديان، وقوانينَ الأوطان، وتَكفُرُ أوَّلَ ما تَكفُرُ بهذه القوانين التي لم توفِّرْ لها الحماية أولاً؛ فلذا لنْ تقبَلَها حاميةً لأعدائها. فإنَّ العلاجَ الأوَّلَ والحقيقيَّ هو نزعُ فَتِيلِ الظلمِ الذي يشحَنُ النفوسَ بالكراهيةِ والمَقْتِ، ويُعمي البصائرَ والأبصارَ عن تدبُّرِ عواقبِ الأمور، والنظرِ في مشروعيتها أو نتائجها. وإنَّ أَحْرَصَ النّاسِ على حياةٍ _ وهم الصهاينة _ سيَظَلُّون في حيرةٍ عندما يتعاملون مع مَنْ يُلغِي حياتَه مِن حسابِ الأرباح، ويسجِّل نفسَه كأوَّلِ رقم في قائمة الضحايا. إنَّ أعظمَ ما يملكه القويُّ أن ينهيَ حياةَ الضعيف، فإذا أراد الضعيفُ أن يقدِّمَ أَثْمَنَ ما يملك _ وهي حياته _ لِزَلْزَلَةِ كيانِ القوِيِّ؛ صارَ هذا الضعيفُ أقوى منه. وقد قيل: بدأتِ الحربُ بالإنسان، ثم أصبحتْ بَيِن آلتين، ثم بين عقلين، ثم انتهتْ بالإنسان. إنَّ الحديثَ عنِ القوةِ النابعةِ مِنَ الضَّعفِ ليس دعوةً إلى الرضى بالضَّعفِ، أو السكوتِ عنه، بل هو دعوةٌ لاستشعارِ القوَّةِ حتى في حالة الضَّعف. إذاً يجب أنْ نبحثَ في كلِّ مظنَّةِ ضعفٍ عنْ سببِ قوةٍ كامنةٍ فيه، ولو أخلصَ المسلمون في طلبِ ذلك لوجدوه، ولصارَ الضَّعفُ قوةً، لأنَّ الضعفَ ينطوي على قوَّةٍ مَسْتورةٍ يؤيِّدُها اللهُ في حفظه ورعايته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً). عندئذ ينتزِعُ المسلمون مِن هذا الضَّعفِ قوَّةً تُحوِّلُ قوَّةَ عدوِّهم ضعفاً، قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ). إنَّ مظاهرَ القوةِ لا تعني التَّناهِيَ ولا الإحاطة، ولكنَّ غرورَ البشر يجهل هذه الحقيقة، وتُسكِرُهُ نشوةُ القوَّة، فيقول: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ). الحذرَ الحذرَ من الوقوع في فِخاخٍ تُنصَبُ لأبناءِ أُمَّتنا العربيةِ والإسلاميةِ، قد يوقعهم فيها ذهولُ الصَّدمةِ، أو ثورةُ الحماسِ، إنَّ أكثرَ ما نحتاج إليه في أمورٍ كثيرة من حياتنا هو التوازنُ، والانطلاقُ من الثوابت الراسخة؛ مِن غير أنْ يُفْقِدَنَا التأثُّرُ بالأفعالِ وردودِ الأفعال الرؤيةَ الصحيحةَ. إنَّ للمشاعر حقَّها في أنْ تَغْلِيَ وتَفُورَ، أمَّا الأفعالُ فلا بدَّ أنْ تكونَ مضبوطةً بهَدْيِ المنهجِ الربَّانيِّ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوعِ إلى العلماء الربَّانيين الورعين، الذين لا يجاملون مصالحَ الخاصَّة، ولا يتملَّقون عواطفَ العامَّة. وقد كان العلماءُ على تعاقُبِ العصورِ صمامَ أَمَانٍ عندما تطيش الآراءُ، وتضطربُ الأمور: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً). فالعبرةُ ليست بِتَنْفِيسِ المشاعرِ وتفريغِ العواطفِ، ولكنَّ العبرةَ بتحقيقِ المصالحِ ودَرْءِ المفَاسِدِ. نسأل الله تعالى أن يفرِّج عن الشام وعن فلسطين وعن العراق واليمن، وأن يحقن الدماء، ويرفع البلاء. آمــــيـــن. - See more at: http://ishrakat.com/article-desc_4562_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8#sthash.W76UJfFl.dpuf
ما بعد الاستثناء الطائفي في الشام كتب بواسطة د. أحمد موفق زيدان التاريخ: الإثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧ فى : آراء وقضايا اترك تعليق 87 مشاهدة-T+T ما بعد الاستثناء الطائفي في الشام حين كتبت الصحافية والكاتبة الفرنسية كارولين دوناتي كتابها المتميز «الاستثناء السوري» قبل انطلاق ثورة الشام العظيمة، تشرفت بالاطلاع على نسخته العربية من الزميلة المترجِمة قبل نشره، لكن بعد هذه الثورة التي خذلها الصديق قبل العدو، وخذل معها العالم كله أخلاقا حاول كذبا وزورا وبهتانا أن يسوقها على مدى قرون، فكانت النتيجة أن داستها ووطأتها وحطمتها سنابك الطائفيين المجرمين ومن شايعهم وصمت عنهم وتواطأ معهم. يحق للكاتبة الفرنسية اليوم أو غيرها أن يكتب ما بعد الاستثناء الطائفي في الشام، فمن كان يظن ويخال للحظة واحدة أن تنسق أميركا مع روسيا في منطقة ما كما يحصل اليوم في الشام، ومن كان يظن للحظة أن تجوب طائرات مجرمة الشام طولا وعرضا وشمالا وجنوبا ومن ملل ونحل مختلفة، قاسمها المشترك تدمير المدمر وتمزيق الممزق، دون أن يحصل حادث مرور عرضي واحد بين الأعداء الإخوة، فقط على الشام وأهلها، إنه التنسيق لإفناء الشام وأهلها، ولكن خسئوا ما دام الله كافلها. من كان يظن للحظة واحدة أن يحصل كل ما يحصل في الشام من اعتداء على أبسط حقوق الحيوانات فضلا عن البشر، قتلا وتشريدا وتفريغا وإبادة، ويتشدق مع هذا معتوهون بأن لا شيء في الشام، وأن الحياة طبيعية! من كان يخال للحظة أن يتفق الأعداء والخصوم على الشعب الشامي العظيم قتلا أو صمتا على القتل، فلكل ثمنه، فالمشاركة بالقتل لها ثمنها، والصمت على القتل له ثمنه، والمباركة لها ثمنها، وما فعلته إيران في ثلاث عواصم وحواضر عربية عريقة عجز عن فعله بني صهيون لعقود في فلسطين وحدها. من كان يصدق أن تتفق إسرائيل وحلفاؤها وإيران وأصدقاؤها وحلفاؤها أيضا وعلى المكشوف بدعم العصابة الطائفية المجرمة التي تفتك بالشعب السوري بكل ما تفتقت عنه عقليتها الإجرامية، ومن كان يخال للحظة أن يسد الجيران أبوابهم في وجه جرحى وعذابات الشاميين وهم الذين فتحوا وشرعوا أبوابهم لكل مهاجر ولاجئ منذ الشركس والأكراد إلى العراقيين واللبنانيين وغيرهم، ومن كان يخال للحظة أن تجرؤ دولة على معارضة ورفض والاستهانة بقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها قرارات تحظر استخدام البراميل المتفجرة، ومع هذا يصر الطائفيون وسدنتهم على استخدامها والتي بترت ساقي عبدالباسط في الهبيط بإدلب أخيرا، وقرارات تهدد بتطبيق الفصل السابع باستخدام القوة إن أقدم أحد على استخدام الكيماوي ومع هذا يمزق الطائفيون القرار ويستخدمون الكيماوي ثماني مرات في حلب لوحدها بحسب تقرير وثقته منظمة هيومان رايتس ووتش. لقد هتفت أيها الشعب العظيم منذ اليوم الأول «ما لنا غيرك يا الله»، فكن أمينا على هذا الهتاف، وقوتك مستمدة بوحدتك وتماسكك ووفائك لهذا الشعار، وليذهب أعداؤك والصامتون والحياديون إلى الجحيم.. جحيم في الدنيا قبل الآخرة.; - See more at: http://ishrakat.com/article-desc_4577_%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85#sthash.mucLEdyO.dpuf
الجـــيـــران.. غرباء.. وعلاقة في مهب النسيان!! كتب بواسطة التاريخ: الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦ فى : تحقيقات اترك تعليق 180 مشاهدة-T+T الجـــيـــران.. غرباء.. وعلاقة في مهب النسيان!! الجار.. رفيق الأفراح والأحزان، حاضرٌ رغم شحة المسرَّات ، والأخ البعيد الذي لم تلده أمهاتنا ، والغريب الذي أصبح قريباً من أرواحنا .. والشريك الذي نرى عبره ماضينا وحاضرنا .. إنه الإنسان الذي أوصانا به رسول أمتنا خيراً ، نديم أسمارنا ، ووليف انتصاراتنا ، ومّنْ لا يغفل عن مواساتنا حين نخفق في الوصول .. من منا يستطيع الاستغناء عن جاره أو تجاهل وجوده إلى جواره بشكل دائم أو مؤقت ؟! .. لا أحد منا يستطيع ذلك ، ونحن أمة الجوار والسلام والمؤاخاة ، بل إن ديننا الحنيف أمرنا بالإحسان إلى الجار في أحاديث كثيرة منها على سبيل المثال قوله "صلى الله عليه وسلم" (لازال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيُورّثه) .. وقوله أيضا (والله لا يؤمن (ثلاثاً) قالوا : من يا رسول الله ؟! قال : من لا يأمن جاره بوائقه) .. لكن ، هل هذا هو فعلاً واقع الجيران اليوم ؟ .. وإذا لم يكن الأمر كذلك فما هي الأسباب التي أدت لوجود هذه الغربة أو العزلة بين الجار وجاره ؟ وما السبيل لإعادة بناء جسور التواصل بين الجيران ؟! هذا ما سنقرؤه خلال الأسطر القادمة من هذا الاستطلاع. خوف من التطفّل فاطمة محمد عبدالله - موظفة -: في الحقيقة لا أحد ينكر أهمية بقاء العلاقات الإنسانية مثل الجيرة في حالة جيدة ومستمرة، لكن أؤكد أننا من الشعوب التي تفتقد للذوقيات العامة في التعامل مع الجار.. أنا مثلاً بحكم أنني موظفة وأم أيضاً أكون مضطرة في أغلب الأحيان إلى الاكتفاء بالسؤال فقط عن جاراتي ، وترك الزيارات للمناسبات العامة أو الأكثر خصوصية ، فجدولي المنزلي مليئ بالأعمال المنزلية والوظيفية ، أضف إلى هذا ساعات المذاكرة للأولاد ، ولذلك فلن يتبقى في يومي ولا حتى ساعة واحدة للزيارة ، لهذا أنا أكتفي بطرق باب جاراتي والسؤال عن حالهن بعد عودتي من العمل مباشرة ، حتى لا أترك لبعضهن ممن يفتقدن لذوقيات الزيارة فرصة لسرقة وقتي وتضييع ساعاته الثمينة في ما لا يفيد من الأقوال والأعمال ، ولأنني بطبعي أخاف تطفُّل الجيران على حياتي وعملي ، فقد جعلت لهن أوقاتاً ومناسبات محددة للزيارة يعرفنها جيداً. ليسوا أهلاً للجيرة ! فادية عبد الحميد خطَّاب - موظفة -: منذ خمس سنوات وأنا جارة جديدة ! .. نعم ، فقبل خمس سنوات سكنت في هذه البناية ، وكنت غريبة ، لأنني قدمت من محافظة أخرى بسبب نقل وظيفتي إلى هنا ، مباشرة تعامل معي الجميع بطريقة عنصرية ، وحدثت مشاكل بين الأطفال ، كنت أتوقع أن تتعامل معها جاراتي بعقلانية كاملة ، لكن للأسف تم التعامل معي بهمجية كبيرة جداً ، ومنذ ذلك اليوم تعلمت درساً مهماً جداً ، أن "الباب الذي يأتي منه الريح غلِّقه واستريح" ! .. بعدها صرت أتعامل مع الجميع في حدود السلام عليكم وعليكم السلام فقط ، وفضَّلت أن أظل جارة جديدة وغريبة حتى هذا اليوم، بعدما وجدتهم ليسوا أهلاً للجيرة التي نشدتها .. وأضافت : هناك قسوة ، وتسرُّع في الحكم ، وعشوائية في تحديد الأولويات، فعلاقة الجيرة لها أولوية على مسألة اختلاف الأنساب ، أو العروق ، أو حتى مسألة الصراع التي تنشأ بين الأطفال ، وللأسف بعض الجيران لا يستطيعون تقدير القيمة الحقيقية للجار. جيران زمان غير لقمة العيش والحزبية نسفت معنى الجيرة!! أحلام علي محمد - طالبة جامعية -: لدي وجهة نظر خاصة تجاه العلاقة التي تربط بين الجيران اليوم ، فهناك عوامل اقتصادية وأخرى سياسية تؤثر على هذه العلاقة ، فحالة اقتصادية سيئة كالتي يعيشها مجتمعنا اليوم لابد أن تجعل من لقمة العيش شغلاً شاغلاً عن سواها .. وإضافة إلى ذلك فإن تقلبات سياسية أدت إلى وجود انقسام ، بل إلى انشقاق بأبعاد (حزبية ، دينية ، فكرية) بين الناس ، مما جعلهم ينقسمون إلى فئات أو جماعات ذات خلفيات ومدلولات غير قابلة للتغيير .. من هنا نرى وجود تخلُّف فعلي في علاقة الجيرة في مجتمعنا، بسبب وجود أحكام مسبقة ، وثقافة سائدة حول موضوع الانتماء .. لدينا نزعة تعصُّب كبيرة ، ومن هنا غابت مسألة وجود الآخر ، فإما أنا أو لا أحد ! وهذه العوامل أدت إلى انكماش هذه العلاقة وتراجعها ، وأصبح كل جار متقوقع حول نفسه واحتياجاته وولائه الحزبي أو السياسي بشكل عام . ضياع الجيرة والقيم ! عبدالله سيف العلواني - صاحب محل تجاري -: الجيرة فعلاً تغيرت في هذا الزمن ، وحقوق الجار أصبحت مهضومة مثل حقوق الإنسان بشكل عام ، أصبح الجميع متقوقعين حول أنفسهم لدرجة أنك لن تجد مَنْ يفتقدك من جيرانك إذا تغيبت إلا بعد فترة طويلة ، ولربما وجدتهم في مناسبات الرخاء أكثر من أوقات الشدة ، والسبب اندثار الكثير من القيم لدى مجتمعاتنا ، وليس حقوق الجار والجيرة فقط ، فالسلام، وآداب الزيارة ، والحفاظ على أمن ونظافة الطريق ، كلها قيم علَّمنا إياها ديننا الحنيف ، ثم هجرها الناس ، حتى أصبحت في حكم الفعل النادر. انهيار للبنية الاجتماعية أحمد عبد الكريم حبيش - تربوي -: في الماضي ، كان الجار هو الأخ القريب الذي لا تجمعك به صلة الرحم وإنما صلة القربى التي أوصى بها الله: (والجار الجُنب ...) وتفتُت عُرى الجيرة دليل على انهيار البنية الاجتماعية ، فالمعروف أن علاقات القربى والجوار والصحبة ومجمل العلاقات الإنسانية هي التي تشكل البنية القوية للمجتمع ، مع ما يحكمها من تشريعات أو قوانين ، وحدوث انهيار لتلك العلاقات يكون سبباً لانهيار المجتمع بأكمله ، فمن الواجب الحرص على تعهُّد الجار بالسؤال ، والعطاء ، والنصيحة ، مع ضرورة الالتزام بآداب الزيارة والعطاء والنصيحة، حتى لا يحل التنافر والفرقة محل التآخي والقربى . الدنيا بخير فؤاد عبد الودود الأبيض - صاحب محل تجاري -: لا أجد أن الأمر وصل إلى هذا الحد من العزلة والوحدة والإقصاء ، والأمر يعود إلى إنعدام روح المبادرة لدى الجميع عوضاً عن الانشغال بأمور الحياة اليومية أيضاً ..لكن رغم كل هذا أجد أن الدنيا بخير ، فجيراني في السوق مثلاً لا يطيب لهم الجلوس أو تناول الطعام إلا إذا كنت موجوداً بينهم ، بالرغم من أنهم أفضل حالاً مني ، كما أن جيران السكن أيضاً طيبون ومتفاعلون جداً .. وأوضح : لابد من إلقاء التحية ، وتقديم الهدية مهما كانت بسيطة ، فالمهم أن يطمئن الناس على جيرانهم خلال اليوم ولو بسؤال ، ولا يشترط التكلُّف في الزيارة ، وحمل الإنسان مالا يطيق ، إنما يكفي الاطمئنان والسلام، وتقديم حق الصلة والجوار ، ولنترك مسألة الزيارات الرسمية للجار إلى مواسم المناسبات ، حين يكون الجميع مستعداً لها . درس في الجوار ! أحمد محمد شمسان - مغترب -: كنت في رحلة عمل خارج الوطن حين تعرضت أسرتي لحادث سير ، ولم يشأ الأهل إزعاجي بالخبر ، وقد قام الجيران بتقديم مايلزم من الرعاية والعناية بزوجتي وطفلتي ، ولمدة ستة أشهر كاملة كان الوضع عادياً جداً ، ولم أعلم بشيء إلى أن مرضت والدتي مرض الموت ، واضطررت للعودة إلى الوطن لزيارتها ، وهنا فقط عرفت ما حدث لأسرتي أثناء غيابي ، ولم أستطع أن أقدم ما يجب عليَّ تقديمه من الشكر لهؤلاء الجيران الأوفياء .. لهذا أصبحت أرى أن الجار أقرب إليَّ من الأهل ، وإلا لما كان الرسول (ص) قد قال (لازال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيُورّثه) . جارتي وكالة أنباء فضائح !! (أم ياسر) - أم لولدين -: الجلوس في المنزل للقيام بالواجبات الأسرية، ومراجعة دروس الولدين ، ومشاهدة الفضائيات، أخرج ألف مرة من استقبال الجارات أو زيارتهن ، فلم أجنِّ منهن سوى المشاكل ووجع الرأس ، فواحدة منهن كبست على نَفَسي أكثر من شهرين زيارات يومية لا تنقطع ، وكان لا يحلو لها إلا الحديث الفاضح وكشف الأسرار (فلانة عملت مع زوجها كذا .. فلانة حنقت .. فلانة على علاقة بفلان) يعني وكالة أنباء فضائح !! وكل هذا تحمَّلتُه بضيق ، لكن أن تظل حتى أوقات متأخرة ، وبالذات لحين وصول زوجي من عمله ، لتستغل انشغالي مع الولدين، أو وجودي بالمطبخ للتقرب منه ، فهو مالم أستطع الصبر عليه ، وبالفعل تجرأت ، وطلبت منها عدم الحضور مجدداً.. وأضافت : لم تكن الأخريات أفضل منها ، فكل واحدة لديها هاجس وسلوك مشين، مما جعلني أكفر بالجيرة والجيران . أحتاج ما يرمي به جيراني أما أم مراد - أرملة ، وأم لثلاثة أطفال - لم تلمس التكافل والإحسان الذي أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام من جيرانها حيث تقول : توفى زوجي قبل عشرة أعوام ولم يُورّث لنا الا الديون ، ومن ذلك الوقت أعاني من أجل تلبية طالبات أولادي، وتوفير لقمة العيش، واضطررت للعمل كدّلالة، وأحياناً أطلب الله ، وعندما لا أستطيع توفير وجبات الطعام لأولادي ، فلا أحد من الجيران يحس بمعاناتنا ، رغم أنهم ميسورون وتجار ، لكنهم لا يُكلفون أنفسهم حتى السؤال عنّا .. وتضيف : تمر أيام أنام أنا وأولادي بلا عشاء، وجيراني يرمون ببقايا الطعام ، وهو ماكان يكفينا ويزيد، وأفكر أكثر من مرة أن أخبرهم بأني بحاجة ما يرمون به، ولكن عزة نفسي تمنعني . حسن الجوار أمان وسلم اجتماعي يرى الباحثون الاجتماعيون أن بقاء علاقات الجوار بحالة جيدة من شأنها أن ترفع المعنويات ، وتعزز الشعور بالانتماء، وتُحسِّن من أنماط السلوك المتبادل بين الجيران من جهة ، وبين أفراد الأسرة ذاتها أيضاً ، إذ ينعكس الأمر على مسألة السلام الداخلي الذي يتمتع به الفرد ، فحبُّ الخير ، وحسن الخلق ، والتعاون في صناعة السلم الاجتماعي يجعل الفرد أكثر ثقة بنفسه وبمَنْ حوله أيضاً ، ويمنحه دفعة قوية للتفاعل مع صعوبات الحياة بشكل أفضل . كما يؤكد خبراء العلاقات الإنسانية في حالات الطوارئ أن وجود علاقة جوار قوية تُخفِّف كثيراً من مشاكل التمزق وانهيار المجتمعات في حال وقوع الكوارث الطبيعية أو الحروب أو النزاعات المسلحة ، مشيرين إلى أن المرأة والطفل تحديداً يدفعان ثمن تلك الكوارث بنسبة أكبر، لأنهما أضعف من ناحية القدرة على الاحتمال وسرعة التفاعل مع الحدث ، لكن وجود تماسك اجتماعي قد يجعل نسبة الضرر أخف ، ويجعلهما أقدر على مواجهة المخاوف والتحديات الناتجة عن تلك الكوارث. ولم يختلف رأي خبراء الاجتماع عن رأي سابقيهم من الباحثين والخبراء ، حيث يرون أن علاقة الجوار شبيهة بالتماسك الأسري والانسجام الكامل بين الزوجين الذي يؤدي إلى وجود أسرة سليمة وخالية من العنف والنزاع ، لأن الأمر ذاته يحدث مع مجتمع متماسك ، فلا يمكن أن يترابط المجتمع من غير وجود علاقة جوار قوية ومترابطة، ومُؤمنة بوحدتها ضد أي ظاهرة لا تلائم منظومتها الأخلاقية. - See more at: http://ishrakat.com/article-desc_4482_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%80%D9%8A%D9%80%D9%80%D9%80%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%86#sthash.BBdWJzzD.dpuf

lundi 20 février 2017

التفسير المختصر

التفسير المختصر

التفسير المختصر - سورة يونس (10) - الدرس (7-8) : تفسير الآية 105 ، التوحيد لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1994-10-02 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد: ففي القرآن الكريم آية، وهي قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ﴾ ( سورة هود: 1 ) من معان الإحكام أن الآيات مترابطة فيما بينها، ومن حِكم القرآن الكريم، أن نهايات السور، تلخص السورة بأكملها. البقرة مثلاً: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ آل عمران أواخرها تلخيص للسورة بأكملها. واليوم نقرأ الآيات التي ختمت بها سورة يونس عليه وعلى نبينا أفضل السلام يقول الله عز وجل في الآية الخامسة بعد المائة من سورة يونس: ﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)﴾ هذه الآية، وردت في صيغتين أخريين. ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً﴾ أيام الإنسان يقبل على الشيء لا بكليته، ببعض اهتمامه ببعض وقته، ببعض شوقه ببعض شغفه، لكن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً﴾ يعني أجعل كل وجهتك، معنى أقم أعلى درجات النشاط وأنت واقف. أحياناً لاحظت مرة أشخاص يتناقشون فلما احتد النقاش وقف أحدهم، الوقوف دليل الجاهزية القسوة، الجاهزية العليا، يعني يجب أن تقبل على الدين بكليتك، بكل طاقاتك، بكل فكرك، بكل وقتك بكل اهتمامك، بكل إمكاناتك، بكل خبرتك، بكل مالك. ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ﴾ لاحظ إنسان يفحص ضغطه، ومعه ارتفاع بالضغط، وبعد تناول الحبوب، هو حينما يضغط على معصمه يلاحظ الإبرة، كيف أن عيونه معقودة بالإبرة، لا يحيد عنها، معقول أثناء قياس الضغط يتشاغل عن الساعة، ينظر لابنه، غير معقول من شدة اهتمامه تنعقد عينيه على المؤشر ليطمئن على صحته. فهذه: ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ﴾ يعني أعلى درجة بالجاهزية، أعلى درجة بالاهتمام الصدق بالإقبال. ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ﴾ في إنسان يعطي الدين درجة خامسة، يعني إذا كان ما في عنده شيء، ما في عنده لا سهرة، ولا لقاء، ولا عزيمة، بقلك نحضر مجلس علم نتسلى، والله في درس حلو يا أخي، واضع على الهامش احتياط، أهم شئ حياته، تجارته كسبه للمال، أيام يعني إذا في عنده وقت فارغ يحضر مجلس علم يتسلى به، هذا زبون شتوي، بالصيف الناس ينفردوا بالشتاء يجتمعوا بالمساجد، هؤلاء زبائن شتويين، بالصيف سارح، بالشتاء ينضب بهذا الجامع، ما عنده شي لأنه، سهرة طويلة، لليل طويل. أما المؤمن الصادق، مبرمج حياته على الدين، الدين هو الأصل، وما تبقى من وقت يمضيه في نشاطات أخرى، بالعكس ليس الأصل عمله، الأصل لقاءاته، متعته سهراته، ندواته، أدواره ولائمه، ما تبقى بقلك للدين، يعني سجادة عتيقة أعطوها للجامع ثريا موديل قديم، ابعثوها على الجامع، ليس هذا القصد، القصد أن تقيم وجهك للدين حنيفا، معنى حنيفاً، مائلاً إليه، معرضاً عمن سواه الأحنف المائل، يعني الطاعة من دون محبة ليست عبادة. العبادة: طاعة طوعيه ممزوجة بمحبة قلبية، لو أحببت ولم تطع فلست عابداً هذه زعبرة، وإذا أطعت ولم تحب فلست عابداً، لا تكون عبداً لله إلا إذا أطعته مائلاً إليه بالمحبة، الحب نصف الدين ونصفه الثاني سلوك، سلوك من دون محبة ليس عبادة، محبة من دون سلوك زعبره. تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك العمل في المقال شنيع لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب يطيع *** هي معنى، وأن: ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً﴾ يعني المؤمن قوي بإيمانه ولا تكونن من المشركين، إياك أن تشرك نفسك، وما سوى الله مع الله. ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾ يعني إذا لك معاملة بدائرة، ثلاث طوابق، وكل طابق والغرفة فيها خمس موظفين، أما الذي يعطيك الموافقة بالأخضر هو المدير العام، من الغباء أن تتجه إلى موظف وتبذل ماء وجهك أمامه ما له شغل، ليس بإمكانه أن يوافق على ذهابك، أو سفرك، شوف الإنسان كيف بتعامل بالمنطق بالدنيا، هي دائرة ثلاث طوابق، فيها مائتين موظف، بآخر طابق في المدير العام، هو وحده الذي يعطيك الموافقة على السفر، فأنت حينما تعرف أن ما في غير واحد يوافق لا تتجه إلى إنسان آخر، ولا تترجى أحد، تقيم علاقة مع هذا المدير العام، كي تأخذ الموافقة، هذا التوحيد. أنت إذا علمت أن كائناً من كان أن لا يستطيع أن ينفعك ولا يضرك، حينما توقن أن الأمر بيد الله، تقطع علاقتك مع الآخرين طبعاً أنت لطيف ومجامل، لكن لا تشرك، لا تعلق الآمال على إنسان لا ترى أن زيد ينفعك أو يضرك، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، هذا كلام خالق الكون من دون الله، أعظم إنسان في الأرض دون الله، ملك من دون الله، أمير من دون الله، غني من دون الله. من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، راح ثلثين دينه، إذا جلست إلى غني وتمسكنت قدامه، لعله يرق قلبه عليك يعطيك، وين دينك صفي، أنت عبد لله، والله بحبك ما بحبه، اطلب من الله، خليك عزيز النفس، ارفع رأسك، من جلس إلى غني فتضعضع له، تمسكن، تذلل، ذهب ثلثا دينه. ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير *** شرف المؤمن، قيامه في الليل، وعزه استغنائه عن الناس ألهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي، يا رب ليس لي إلا أنت، هذا التوحيد، مرغ وجهك بأعتاب الله، إلى الله تذلل فقط، قد ما بتقدر إلى الله تذلل، أما لعبد الله خليك رافع رأسك. واحد مشى في الطريق هكذا، فاعلاه عمر بالدرة، قال له ارفع رأسك متى موت علينا ديننا، ارفع رأسك. فالمؤمن عزيز النفس، لا بنافق، لا بداهن، لا بجامل، ما له مصلحة، لأن علاقته مع الله فقط، اعمل لوجهٍ واحدٍ، يكفك الوجوه كلها، من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها. واحد، قال له وحدوه، إذا كان واحد نايم وحد، يعني لا تتبعثر، المؤمن موحد، الكافر مبعثر، بدو يرضي الناس كلهم والناس متفاوتون في أهوائهم، وفي طلباتهم، بيرضي زيد، بيغضب عبيد، يرضي فلان، يغضب علان، شغلة بتحير، أنت كلهن حطهن وراء ظهرك وارضي الله عز وجل. فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبين وبين العالمين خراب إذا صح منك الوصف فالكل هينٌ وكل الذي فوق التراب تراب *** هذا التوحيد. لك إله ما سلمك لأحد، إذا كان سلمك لأحد لا يستحق العبادة قال لك: ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ ( سورة هود: 223 ) مالك غيري يعني. ولما الإنسان بموت أول ليلة، ورد بالأثر يقول الله عز وجل: ((عبدي رجعوا وتركوك )) راحوا يأكلوا أوزي، حطوه بالتراب راحوا يأكلوا أوزي. (( رجعوا وتركوك وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقى لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت.)) يعني مؤمن له صلة بالله، له مناجاة، له التجاء، له دعاء له استغفار، عامرة بينه وبين الله عز وجل، هذا التوحيد، بتلاقي إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وإذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله لغير الله أوثق منك بما في يديك، وإذا أردت أن تكون أكرم الناس فتقي الله، ثلاث أشياء، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله. أنا مرة قلت لكم، الحسن البصري هذا التابعي الجليل، أدى أمانة العلم وبين أشياء، هذه الأشياء لما بينها، أغضبت الحجاج وكان الحجاج كما تعلمون طاغية، وقتل الرجل عنده أهون من قتل ذبابة، فلما سمع مقالة الحسن البصري خاطب من حوله، يا جبناء والله لأسقيناكم من دمه، رأساً طلب السياف، ومد النطع ليقتل الحسن البصري، وقال لصاحب الشرطة ائتني به، فلما دخل الحسن البصري حرك شفتيه، طبعاً رأى السياف جاهز، والقماش ممدود تبع القتل تكلم بكلمات فيما بينه وبين الله، فلما دخل على الحجاج، وقف الحجاج واستقبله وقال: أهلاً بأبي سعيد، وما زال يقربه، ويقربه حتى وضعه على سريره، وسأله عن صحته، وسأله بعض الأسئلة وعطره وقال: يا أبا سعيد أنت سيد العلماء، وقام وشيعه إلى باب القصر، أما الذي صعق هو السياف، الذي جيء به ليقطع رأسه، والذي صعق الحاجب، تبعه الحاجب، قال له: يا أبا سعيد، لقد جيء بك لغير ما فعل بك، شو القصة، جيء بك للقتل، الذي فعل لك أنك قد أكرمت فما الذي قلته وأنت داخل ؟ قال قلت له: يا ولي نعمتي، ويا ملاذي عند كربتي أجعل نقمته عليّ برداً وسلاماً، كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم، ما الذي حصل ؟ قلوب العباد بيد الله، يقلبها كيف يشاء. إذا أنت كنت مع الله عز وجل، أكبر أعدائك الله يلين له قلبه بتلاقي صار يخدمك. أخوانا الكرام: اسمعوا هذه الكلمة الدقيقة، إذا الله رضي عنك يخدمك عدوك وإذا الله غضب، تهينك زوجتك يلي هي أنت سيد نعمتها، ابنك يضربك، إذا الله غضب، إذا أحبك الله ألقى حبك في قلوب الخلق، وإذا أبغضك الله ألقى بغضك في قلوب الخلق. فالتوحيد، وين التوحيد. ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (106)﴾ يعني إذا اتجهت لإنسان ضعيف مثل حكايتك عملية فيها حمق ترجيت واحد أفقر منك، أضعف منك، غني بس ما بحبك، أما الله عز وجل معك أينما كنت، اطلبني تجدني. ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ ( سورة الزمر: 53 ) ابن آدم اطلبني تجدني فإذا تجدني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء، من هو الأحمق ؟ الذي يتجه لغير الله، يعلق عليه الآمال. ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (106)﴾ ظلمت نفسك، ضيعت وقتك، وضيعت حياتك وخسرت نفسك. اسمعوا الآن: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾ ( سورة الأنعام: 17) ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ﴾ ( سورة يونس: 107) بربكم، هاتان الآيتان، آلا تكفي الإنسان. ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)﴾ في هذه الآية إعجاز. ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ﴾ ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ﴾ في فرق بينهما، الخير مراد من الله، أما الضر ليس مراداً. لما الأب يفتح بطن ابنه، لاستئصال الزائدة، يتمنى الأب أن يفتح بطن ابنه ؟ بس مضطر يساويها، لأنه في آلام شديدة، وفي أخطار، أما لما الأب يأخذ بيت لأبنه يزوجه، هذا ضمن مراده، الأب نفسه يفتح بطن ابنه يقيم له الزائدة، يخدره بشق البطن، يطلع هذا الدم يقيم الزائدة، بعمل له ضماد، عمل مزعج، في دماء، الأب يفعل ذلك برحمته، لكن لما يأخذ له بيت ويزوجه ويعمل له عرس يفرح فيه هي مراد فالأب يفعل هذا، ويفعل هذا، بس الإكرام ضمن مراده، أما المعالجة ليست من مراده، لكنه من حكمته. ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾ ما قال وإن يمسسك بخير، قال: ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ﴾ معنى ذلك أن الخير مراد، وأن الضر ليس مراداً، لكنه لابد منه من أجل سلامة الإنسان ودينه. هاتان آيتا التوحيد. ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ لو أن الأمة اجتمعت، الأمة كله خمسة آلاف مليون، على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك، إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك هذا التوحيد. إذاً: ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً﴾ ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾ إذا وقع الأمر المزعج لا يزيله إلا الله، إذاً ما في إلا الله. والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم. والحمد لله رب العالمين التفسير المختصر - سورة الحديد (57) - الدرس (8-9) : تفسير الآيتان 22 - 23 ، المصيبة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1997-08-30 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين: أيها الأخوة الكرام: الآية الثانية والعشرون، والتي بعدها من سورة الحديد، وهي قوله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾ ما أصاب أي إنسان، أي إنسان على الإطلاق من مصيبة [من] تفيد استغراق أفراد النوع، يعني أية مصيبة مهما تكون صغيرةً حقيرةً، ماديةً، معنويةً، اجتماعيةً، نفسيةً، موهومةً، محققةً ؛ أية مصيبة، في الأرض قحط، فيضانات، سيول، براكين، زلازل مجاعات، حروب أهلية. ﴿ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ مرض، هم، حزن، خوف، قلق، هذه الآية من أشمل الآيات. ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ﴾ مثلاً: من أجل أن تعرفوا معنى [ مِن ] لو إنسان دخل إلى صف، قال كل طالب في هذا الصف له عندي جائزة، الحاضرين يعني، لو قال ما من طالب في هذا الصف إلا وله عندي جائزة، حتى الغائبين، حتى الراسبين، حتى المسجلين سابقاً، تستغرق أفراد النوع [ من ] لاستغراق أفراد النوع. لو واحد سأل الثاني أمعك مال لنؤسس تجارة ؟ قال له: كم تريد؟ قال نصف مليون، قال له: ما معي مالٌ، ماذا يعني هذا الترتيب ؟ ما معي مالٌ يقابل هذا المبلغ، إذا معه مائة ألف، وقال ما معي مال، صح كلامه، طلب نصف مليون، لو قلك ما معي من مال ولا فرنك، لو أضفت [ من ] تستغرق أدق جزئيات الليرة، قرش ما معك، إذا قلت ما معي من مال، ولا قرش، إذا قلت ما معي مالٌ لهذا المشروع، معك مائة ألف والمشروع بكلف نصف مليون، قلت ما معي مال، فهذه [ من] في اللغة لاستغراق أفراد النوع. واحد ماشي بالطريق، طلع بسمار من باب شطب يده شي بسيط حطلها اسبتروا. ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفوا الله أكثر. أنا قصدت كلمة [ مِن ] ماذا تعني، استغراق أفراد النوع. ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ ثقب الأزون داخل فيها، ارتفعت درجات الحرارة، ارتفاع ثاني أكسيد الكربون، سبب تصحر، هي مصيبة، مثلاً الإشعاع النووي في روسيا هي مصيبة، بركان، فيضانات، حر شديد، صقيع قحط، آفة، آفة زراعية، الذبابة البيضاء، وما أكثر الآفات الزراعية يعني أية مصيبة على وجه الأرض ولو أنها في السماء، إلا أنها انعكست على الأرض، هذه داخلة في هذه الآية. ﴿وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ واحد انسدت قناة الدمع عنده هي مصيبة، دائماً يمسح دموعه إنسان في عنده اضطراب بالنبض هي مصيبة. ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ هون بق الدقة، لها أسباب وجيها، لها أسباب حكيمة، لها أسباب رحيمة مدروسة، دارسة جيدة. يعني مثلاً: موظف يتهم باختلاس بعض الأموال، يقال الأفكار انتشرت إلى أن وصلت إلى سمع رئيس الدائرة، سأل من حول هذا الموظف في شيء من هذا، فأرسل كتاب إلى الرقابة والتفتيش، أحاله إلى التفتيش، خلال ستة أشهر، تحقيقات، ومداولات، ووثائق، ثبت التهمة، رفع المفتش تقرير لدائرته، الدائرة رفعت تقرير إلى الوزارة الوزارة اتخذت قرار بكف يده، باجتماع كبير، الكل وقعوا، وانكتب القرار على المسودة، ثم طبع، ثم وقع، ثم أرسل إلى الديوان، أخذ رقم ثم بلغ. يعني هذا الكتاب الذي تبلغ خلال سطرين نكف يد الموظف فلان الفلاني عن العمل نظراً لسوء النزاهة، التوقيع المدير. هذا الكتاب عمره ستة أشهر، تحقيقات، وتدقيقات، ووثائق لجان تحقيق وتقارير، واجتماعات، ومداولات، وتصويت، إلى أن صدر هذا القرار، هل نقول أن هذا القرار ابن وقته، كتب بثانية لا!. جبت مثل مطول، يعني الإنسان غلط أول مرة، وغلط ثاني مرة، وثالث مرة، وما استغفر، ولا تاب، وتباهه، وأفتخر، وقال شو عملت، والله غفور رحيم، وأتبجح، عندئذ صدر قرار إلهي بتأديبه. ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ ما في ارتجالي عند الله عز وجل، ما في شيء خطأ، ما في غلطة، الله مطلق، كماله مطلق، لأنه ما كنا عرفانين، هي بحكيها إنسان، راح بالخطأ شظية طائشة، عند الله طائشة ما في، عند الله كله مسوم، كل شظية عليها أسم صاحبها، أبداً. ﴿ مسومة عند ربك للمسرفين ﴾ ( سورة الذاريات: 34 ) إذاً يجب أن تنفي عن ربنا عز وجل كل خطأ، أبداً، كماله مطلق، عدله مطلق، حكمته مطلقة، هذا معنى قول الله عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾ طبعاً يسير، العلماء قالوا يسير على رحمته، أب جاهل وأكل طيب وابنه جوعان، يقول له كول، أما الأب الطبيب، رغم محبته لأبنه، إذا كان هذا الطعام يؤدي إلى التهاب في أمعائه، يمنع لأن في مع الرحمة علم، مع الرحمة علم. ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾ يسير على رحمته المطلقة، أن تصاب بمصيبة، حتى يأدبك لو فرضنا إنسان أبوه متساهل معه، وأبوه جاهل، بنحرف، في واحد صار لص كبير، مع السرقة مجرم صار، أستحق الإعدام فجاءوا به ليشنقوا، ألك طلب؟ قال أريد أن أرى أمي، أمي، جاءوا بها إليه فلما اقتربت منه، قال مد لسانك كي أقبله، فلما مدت لسانها قطعه بأسنانه، وقال لو لم يكن هذا اللسان مشجعاً لي في الجرائم ما فقدت حياتي. إذاً الرحمة مع الجهل بشعة جداً، ربنا رحيم وعليم، لذلك يؤدب عباده يؤدبهم و يتوبهم، ويصلحن، حتى يتهيئوا للجنة، لذلك الإنسان بالجنة أول كلمة. ﴿ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ﴾ ( سورة الزمر: 74 ) آخر كلمة يقولها أهل الجنة. ﴿ وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ﴾ ( سورة يونس: 10 ) عل كل ما ساق لنا، لذلك لو كشف الغطاء لاخترتم الواقع يقول سيدنا علي كرم الله وجهه: والله لو كشف الغطاء ما ازددت يقين. ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ في رأي ثاني، بس وجيه، يتوضح لهذه الحادثة، مر الطبيب على المرض، كل مريض له لائحة، ضغطه، حرارته، نبضه، إلى آخره، نسبة الكلسترول، نسبة الشحوم الثلاثية، نسبة أسيد أوريك فنظر إلى هذه اللوحة وقفوا الملح، ضغطه مرتفع، هذا التوجيه من أين جاء به ؟ من لائحة أعماله، لما أمر بمنع الملح لأن ضغطه مرتفع قام لاقى ثالث يوم ضغطه ستة، كثر الملح عمل فيه متناقض، هو ينظر إلى اللوحة ويبني على النظرة قرار. ﴿ ولله المثل الأعلى﴾ ( سورة النحل: 60 ) من باب التقريب. ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ إلا في كتاب أعماله، هذا الإنسان سرق، هذا الإنسان كذب هذا الإنسان غش، هذا الإنسان أحتال، يبنى على احتياله تأديب، على غشه تأديب، على كذبه تأديب، يعني هذه المصيبة جاءت علاجاً له لأنه جاء في كتاب أعماله ما يستحق هذه المصيبة. ﴿ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ الهاء على من تعود، على المصيبة، لو أعدتها على النفس في مشكلة قبل أن يخلقه قدر عليه المصائب، لا ! هذا معنى جبري، الله منزه عنه، لكن جاء إلى الدنيا، وفعل، وأرتكب، وعصى، وأثم وكذب، وغش الناس، هذه صحيفة أعماله هي كتابه، يبنى على هذا الكتاب قدر، قضاء حقوق، وقدر معالجه يبنى معالجة. لو أن أولكم و أخركم وأنسكم وجنكم وقفوا على صعيد واحد وسألني كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك في ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في مياه البحر، ذلك لأن عطائي كلام وأخذي كلام فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. فلذلك أيها الأخوة: هذه الآية مهمة جداً كل شي بيجيك أفتح أضبارتك عند الله أفتح الإضبارة، شوف شو مساوي. يعني يروى طرفة شوحة جاءت سيدنا سليمان، كان أوتي منطق الطير قالت له: سل ربك أعجول هو أم مهول، فلما سأل ربه قال يا ربي: ماذا أجيبها قال: قل لها إني مهول، ولست عجول فاطمأنت، بحثت عن طعام لها، رأت أناس يشوون اللحم، خطفت هذا اللحم وطارت به، علقت جمرة في هذا اللحم، فلما وضعت قطعة اللحم في عشها، أحترق عشها، وأحترق بيضها، فعادت إلى سيدنا سليمان، قالت: سألتك أن تسأل لي ربك أعجول هو أم مهول فأخبرتني أنه مهول هاهو ذا عجول ! قال يا ربي: ماذا أجيبها، قال له لها حساب قديم مو على هي، حساب قديم هذا، قديم كثير، كله مسجل أخوانا، والله هناك أخطاء تدفع ثمنها بعد خمسين سنة. طلع واحد على قطار ليركب، في شباب زعران، سبوا وضربوا، فبكى قال والله فعلت هذا قبل ثلاثين عاماً، مع إنسان كبير في السن، نفس طويل، كله مسجل، كيف بتعامل والدك، والدتك كيف بتعامل هي الغريبة كنتك، مرة ابنك بالبيت، عند بنات لسع سوف تعامل بناتك كم تعامل زوجة ابنك، بالضبط، كيف عما بتعامل والدتك، لسع لك أولاد، كيف عما تعامل والدك، حساب دقيق عدل مطلق. ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ من قبل أن نبرأ المصيبة، جاءت مصيبة من الإصابة، في موقعها، في وقتها المناسب، بحجمها المناسب، بتأثيرها المناسب. ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾ الله رحيم لأنه، رحيم وعليم، إذا واحد حب يرحم ابنه فاق للظهر كل يوم للظهر بفيق، بيأكل يتمطئ، بصير شخص راقي هذا الإنسان ؟ أما إذا كان أدبه، وخلاه يستيقظ باكراً، ويدرس، وأخذ بورد، قعد بالعيادة، وكتب لوحة مثلاً، الله يجزي الخير والدي لو ما شد علي كنت هل نوري، لو ما شد علي. فالإنسان بس يستقيم، ويتوب إلى الله عز وجل، ويصطلح مع الله، يقول يا رب لك الحمد على ما سقت لي من مصائب. أخ عنده مطبعة، ربح ربح جيد، حط بجيبه ثلاثة أرباع المليون، طلع على أمريكا ينبسط، بدو ينبسط لا وفق منهج الله كمان خلاف منهج الله، المؤمن بينسر بطلع على سيران بأخذ زوجته وأولاده، بيشربوا، مكان هادي جميل، بيرتاحوا ما في مانع، بس في بسط لغير منهج الله، سموا الآن سياحة جنسية، له مصطلح صار قال له: وصلت إلى هناك آلام في ظهري لا تحتمل، آلام، زار أول طبيب قال له: سرطان في النخاع الشوكي، قطع إجازته وعاد إلى الشام، من جامع إلى جامع، ومن شيخ إلى شيخ، يصلي، ويصوم أثنين وخميس، ويبكي، ثم ظهر ما معه شيء طلع، بس الله رجعه وين رايح أتخبص. ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾ بخوفك الله، بخوفك كثير، ببكيك، بيبعتلك شغلة تحتار فيها. ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾ رحيم لأنه، رحيم. ﴿" فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ﴾ ( سورة الأنعام: 147 ) أنا أقول لكم ولا أبالغ، تسعين بالمائة، ممن أصطلح مع الله وتاب إليه وصلح حاله معه وسعد بقربه، عاد إليه على أثر مصيبة تأديبه، أشكر الله عز وجل، من لم تحدث المصبية في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر، قال: ﴿ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾ لا تقول لو، أبدا، لا تقول لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله ما شاء فعل، فإن كلمة لو تفتح عمل الشيطان، أيام تأتي المصيبة على حرف في وثيقة على كلمة، على حركة، يا ليت ما حكيتها، لا تقول لو، ليس في قاموس المؤمن كلمة لو، بس العلماء استثنوا لو واحدة، لو الإيجابية، لو لم أكل هذا المبلغ الحرام لما أتلف الله مالي، صح، لو لم أكن شارداً لما وقعت هذه المصيبة، صح لو لم أطلق بصري في الحرام. في شخص هوايته، هو جار صديقي، عنده خمس بنات مزوجهن، هوايته بالصيف ينزل من المزة بالباص على طريق الصالحية، يطلع من البوابة للجسر، طلعة نزلة، يملئ عينيه من الحسناوات، فقط ما بيساوي شي، أكابر كثير، صاحب دين، فقط يحب يطلع، أصيب بمرض من أندر الأمراض، ارتخاء الجفون، إذا بدو يشوف شخص، بدو يرفع أجفانه بيديه، هذا ارتخاء الجفون العصب بيضعف، هي مقابل هي، يعني نازل خصوصي من المزة لطريق الصالحية، طلعة نزلة، كل يوم، أول صيفية، وثاني صيفية وثالث صيفية، تخنتا، هي الثمن. بس تفهم على الله تنحل كل مشاكلك، بس تفهم عليه، ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفوا الله أكثر. لو عندك نفس طويل، وتدقيق لتجد العجب العجاب، ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفوا الله أكثر. لا تقول لو إطلاقاً، لا تيئس على ما فاتك، فاتك بقدر الله ولا تفرح بما أتاك امتحان وليس إكرام، هذا امتحان. والحمد لله رب العالمين

تفسير القرآن الكريم سورة النبأ 078

تفسير القرآن الكريم المرئي - سورة النبأ
تفسير القرآن الكريم المرئي - سورة النبأ 078 – الدرس ( 3 ) : تفسير الآيات 17 - 26، يوم الفصل يفصل فيه بين الحق والباطل ، سيد الخلق لا يعلم الغيب . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2016-06-08 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . يوم الفصل ميقات يشمل الناس جميعاً : أيها الأخوة الكرام ؛ مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، ومع السورة الأولى وهي سورة النبأ ، ومع قوله تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴾ [ سورة النبأ :17-27] أخواننا الكرام ؛ يوم الفصل يحاسب به الجميع ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] الميقات موعد لكن بعضهم قال : هناك ميقات مكاني كالأماكن التي حددها النبي الكريم لدخول الحرم ، مواقيت مكانية ، وهناك مواقيت زمانية ، فالميقات مكاني و زماني . ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] أي هذا الذي نسي وغفل وتفلت من منهج الله ، وعاش لشهوته وغريزته ، وابتغى مصالحه ، وبنى مجده على أنقاض الآخرين ، بنى حياته على موتهم ، بنى صحته على سقمهم، بنى غناه على فقرهم ، هؤلاء الذين غفلوا عن الله ، وتفلتوا ، وفعلوا ما فعلوا ، وأساؤوا للبشر ، لهم موعد ، لهم يوم حساب . ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] ميقات للجميع .
علامة الإيمان بالله العظيم الاستقامة على أمره : لكن قوله تعالى : علامة الإيمان بالله العظيم أن تستقيم على أمره ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ* فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ* قُطُوفُهَا دَانِيَةً* كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ* وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ* يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ* مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ* خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ* إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾ [ سورة الحاقة : 19-33] إبليس آمن بالله ، آمن به رباً وعزيزاً ، لكن ما آمن بالله العظيم ، البطولة أن تؤمن بالله العظيم ، وعلامة إيمانك بالله العظيم أن تستقيم على أمره . إذاً هذا اليوم يوم الفصل ، يوم الدينونة ، الإدانة ، يوم الجزاء ، يوم الدين ، مالك يوم الدين . ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] السياق لمن نسي هذا اليوم ، لمن نسي أن يحاسب نفسه حساباً عسيراً . بطولة الإنسان أن يعد للساعة عدتها : بالمناسبة أخواننا الكرام ؛ من حاسب نفسه في الدنيا حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة يسيراً ، ومن حاسب نفسه في الدنيا حساباً يسيراً كان حسابه يوم القيامة عسيراً . أشخاص كثيرون يقولون : لا تدقق ، لا يوجد عنده رغبة لينضبط ، لا يوجد عنده رغبة ليلتزم ، لا يوجد عنده رغبة ليطبق منهج الله عز وجل ، يريد أن يعيش لشهوته ومصالحه وغرائزه ، هذا أمامه يوم صعب ، قال تعالى : ﴿ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾ [ سورة الإنسان: 27] العاقل من عمل للساعة التي لابد منها بحياتنا الدنيا قد يكون هناك عصابة لصوص ، يمرحون ويسرحون وينهبون ويغتصبون ، حينما يقعون في قبضة العدالة أذلاء ، في ذل شديد ، أعينهم نحو الأرض هذا اليوم ، لذلك البطولة ألا تعيش الماضي ، ولا أن تعيش الواقع ، البطولة أن تعيش المستقبل ، ما أخطر شيء في المستقبل ؟ أخطر شيء في المستقبل مغادرة الدنيا ، زوجة ، أولاد ، بنات ، قد يكون لك منصب ، مركبات ، نزهات ، رحلات ، مؤتمرات ، ولائم ، سفر ، إلى القبر ، هذه النقلة المفاجئة ، لذلك ينادى هذا الذي دفن : عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت . الذكاء والعقل والتفوق والنجاح والفلاح أن تعد لهذه الساعة التي لا بد منها ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أكثروا من ذكر هادم اللذات ، مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات )) [ الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ] (( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به )) [الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ]
يوم الفصل لمن نسي ذكر الله عز وجل : أخواننا الكرام ؛ ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] كان موعداً لمن نسي ذكر الله عز وجل ، أو لمن طغى وبغى ونسي المبتدا والمنتهى ، والله عز وجل قال : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] أنت أحياناً تمر بمرحلة تأديب ، وهناك مرحلة إذا لم تتعظ ، لم تنتبه ، لم تستجب ، لم تفكر ، عندئذ تدخل في مرحلة : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] من نسي ذكر الله عز وجل لابد له من يوم يحاسب فيه لم يقل : باب ، بل قال : أبواب ، لم يقل أبواب شيء ، أبواب كل شيء ، أحياناً الإنسان يسافر إلى بلد بعيد ، هناك رفاه ، بلاد جميلة ، المعاصي كلها مقترفة هناك ، التحلل ، التفلت ، الزنا ، الخمر ، أقوياء وقرارهم خطير ، معهم أسلحة فتاكة ، أمرهم نافذ في الأرض . ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] لذلك العاقل الذي يعيش اليوم الآخر ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [ سورة النبأ :17-18] أفواج ، أي الرسل فوج ، الأنبياء فوج ، الصديقون فوج ، المؤمنون فوج ، العباد فوج، العلماء فوج ، بعذ لك المنافقون فوج ، والكفار فوج ، الزناة فوج ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [ سورة النبأ :17-18] الاعتماد على النص القرآني والنبوي في الحديث عن اليوم الآخر وعالم الغيب : لذلك مرة ثانية قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 44] ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [ سورة النبأ :18] الكون كله يشف عن وجود الله تعالى وكماله الصور البوق ، لكن هناك ملاحظة مهمة جداً أن الآيات التي تحدثت عن اليوم الآخر ، والآيات التي تحدثت عن الجنة وعن النار ، هذه موضوعات ليست تحت بصرنا وسمعنا ، أنت أمامك شيء ظهرت عينه ، أداة اليقين به الحواس الخمس ، شيء غابت عنك عينه بقيت آثاره ، في هذا المسجد هل هناك تيار كهربائي ؟ أنتم لا ترون التيار الكهربائي لكن ماذا ترون ؟ أثر هذا التيار ، تكبير الصوت والإضاءة ، إذا كان هناك شيء ظهرت عينه وأثره ، أداة اليقين به الحواس الخمس واستطالاتها ، أي التلسكوب والميكروسكوب ، شيء غابت عينه بقيت آثاره ، أنت أمام جدار وفي أعلى الجدار دخان ، أنت تقول : لا دخان بلا نار ، أنت النار لم ترها لكنك رأيت آثارها ، فتحكم على الشيء بأثره ، وهذا الإيمان بالله ، الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولكن العقول تصل إليه ، هذا الكون يشف عن وجود الله ووحدانيته وكماله ، يشف عن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، يشف عن قدرته ، وعن علمه ، وعن كل أسمائه لا نعلم من الغيب إلا ما ذكر في النص القرآني ولا يجب أن نزيد عليه شيئاً فهذا الكون هو الثابت الأول ، لذلك التفكر في خلق السموات والأرض ، التفكر في الآيات الكونية، والنظر في الآيات التكوينية ، وتدبر الآيات القرآنية ، قنوات ثلاث سالكة لمعرفة الله عز وجل ، إذاً هذا الذي أمامنا عالم الشهادة ، وعندنا عالم الغيب ، عالم الغيب لا نملك بمعرفة عالم الغيب إلا آيات محدودة ذكرها الله في القرآن الكريم ، وأحاديث محدودة ذكرها النبي الكريم . فالبطولة ألا تزيد عليها شيئاً ولا كلمة ، نكتفي من عالم الغيب ما ذكره الله عز وجل، ونكتفي من عالم الغيب ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [ سورة النبأ :17] هذا من عالم الغيب ، يوم الحسم ، لذلك أهم نقطة : ينبغي ألا نضيف على ما أخبرنا الله به عن اليوم الآخر ولا كلمة ، أن نكتفي بما ذكر الله ، هناك عبارة أدق من ذلك أن نسكت حيث سكت الله ، يقول لك أحدهم : يا ترى سيدنا يوسف تزوج زليخة ؟ لا أعرف ، أنا عندي في السورة لم يذكر الله أنه تزوجها أم لم يتزوجها ، إذاً يجب أن نبقى عند النص القرآني والنبوي في الحديث عن اليوم الآخر وعن عالم الغيب .

مساوئ الشهوات

مساوئ الشهوات

أحاديث رمضان 1426هـ - الفوائد - الدرس (15-36) : مساوئ الشهوات لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2005-10-22 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. أيها الإخوة الكرام، مع حكمة جديدة من حكم ابن القيم رحمه الله تعالى، هذه الحكمة محورها مساوئ الشهوات، بعض الحقائق عن الشهوة الشهوة حيادية و قبل أن نمضي في الحديث عن مساوئ الشهوات لابد من تنويه إلى أن الشهوة أودعها الله في الإنسان، وهي حيادية، بمعنى أنها يمكن أن تكون سلماً ترقى بها إلى الله، ويمكن أن تكون دركات تهوي بها إلى الهلاك، لأنك مخير فهي حيادية، فحينما توصَف الشهوة بأنها سبب الهلاك فالحقيقة أن الذي اتخذ قراراً بالهلاك هو الإنسان. الشهوة ليست سبب هلاك الإنسان هل يمكن لمركبة من أرقى أنواع المركبات صُنعت لخدمة الإنسان أن يقودها الإنسان وهو مخمور، فيهوي بها في أعماق الوادي، ويقول: هذه المركبة شريرة أهلكتني ؟ لا، استعمالها بغير أصولها هو الذي أهلك الإنسان، فالشهوة ليست أبداً سبب هلاك الإنسان، بالعكس، لولا الشهوات لما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات. الشهوة ترقى بها مرتين صابراً و شاكراً إذا متعت نفسك بما أحل لك وامتنعت عما نهاك ترقى إنك من دون شهوة لا تتحرك، لا تفعل شيئاً، الشهوة ترقى بها مرتين، ترقى بها صابراً، وترقى بها شاكراً، فإذا متعت نفسك بما أحل الله لك ترقى إلى الله شاكراً، وإذا امتنعت عن شهوة نهاك الله عنها ترقى إلى الله صابراً، شاكراً وصابراً، سلماً ودركات، أنت المسؤول، الشهوة قوة محركة هل تتصور مركبة بلا محرك، عندئذ ليست مركبة، لابد لها من محرك، والعقل هو المقود، و الشرع هو الطريق. الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة كلمات دقيقات وبليغات الشهوة توجب ألم نفسي أعلى منصب في أمريكا زلّت قدمه مع امرأة، فتحمل فضيحة لا تنتهي، واضطر أن يبكي، واضطر...، لذلك ألا يا رُبّ شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً . سمعت عن إنسان سافر وزلّت قدمه في السفر، وانتقل إليه مرض الإيدز، من أجل أن يخفي هذا المرض عن زوجته وأولاده بذل جهداً لا ينتهي، ثم فضح، وانتهى عند أهله وأولاده، ألا يا رُبّ شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً . الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة، فإما أن توجب ألماً وعقوبة، وقد يكون الإنسان في أعلى مكانة، فإذا خضع لشهوته سببت له هذه الشهوة آلاماً، وقد تسبب له عقوبات هو في غنى عنها،. لابد من ضرب مثل حتى أبين لكم كيف أن الإنسان يعاني من آلام نفسية لا تحتمل، لو أن قلماً ثميناً فُقِدَ في صف، فالمعلم أغلق الباب، وفتش الطلاب طالباً طالباً، يوجد طالب له مكانته، من عائلة محترمة، مظهره العام جيد، اشتهى هذا القلم فوضعه في محفظته، فلما فضح أمْرُه لم يتكلم المعلم معه لا كلمة، ولم يضربه، لماذا يكاد يموت من الألم ؟ هذا هو الألم النفسي، لذلك ورد: " إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول: يا رب، لإرسالك بي إلى النار أهون عليّ مما ألقى، و إنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب ". الذين يدمرون المدن هم اشقى البشرية قاطبة حينما يقف العبد بين يدي ربه، ويحاسبه، ويقول له: منحتك الوجود، منحتك النعم، منحتك الأمن، منحتك الغنى، ثم تفننت في إيذاء عبادي، وبثِّ الذعر في قلوبهم، وهذه الحروب التي تجري ـ أشهد الله ـ أن الذين يقررون ضرب هذه المدن وإلقاء هذه القنابل الذرية واللهِ هم أشقى البشرية قاطبة، هم أغبى أصناف البشر، لأنهم ما أدخلوا الله في حساباتهم، ما أدخلوا اليوم الآخر في حساباتهم، هذه الشهوة قد توجب ألماً وعقوبة. الإنسان بنيان الله، وملعون من هدم بنيان الله، وإذا كانت المرأة يمكن أن تدخل النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها، و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فما قولك بشعوب تدمر ؟ بشعوب تفتقر ؟ بشعوب تعاني ما تعاني ؟ من أجل قلة في العالم تتحكم بثرواته. أول خطر من أخطار الشهوة أنها توجب ألما نفسيا إنّ أذكى إنسان هو الذي يجتنب أن يؤذي إنساناً أو مخلوقاً، عصفور اصطدته لغير مأكلة، هذه إلى أين توصل ؟ يأتي يوم القيامة وله دوي كدوي النحل، يقول: يا رب، سله لمَ قتلني ؟ فإذا كان موضوع عصفور أو هرة يوجب النار فكيف بالذي يسحق شعوباً، و يعتدي على حرمات، و يبتز أموال الناس، و أكل ما ليس له بحق أن يأكل ؟ قال: " فالصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة، فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها. أول خطر من أخطار الشهوة أنها توجب ألماً نفسياً وعقوبة مادية، أو أنها تقطع لذة أكمل منها. لما لا يدرس الطالب، ويمضي وقتاً في دور السينما، ومع رفقاء السوء يخسر ويهان، أما الذي درس، ونال الشهادة بتفوق أقيم له حفل تكريم، يعلو في نظر الناس، و تصيبه مشاعر الغبطة والفرح والسعادة أضعاف مضاعفة عن ساعات قضاها زميله في فيلم، أو مع صاحب سوء. الشهوة تقطع لذة أكمل منها الذي لا يراعي قواعد صحته تأتيه آلام الأمراض السوء الآخر للشهوة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، فقضية بالحساب حتى في الأمور المادية، لذلك الإنسان الذي يأكل كل ما يشتهي، ولا يرعى قواعد صحته كانت آلام الأمراض، وآلام التخلف الصحي أضعاف مضاعفة عن لذائذ الطعام والشراب، إنها قضية موازنة، وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن توجب ألماً وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة و ندامة. تجد الذي ضبط نفسه، وأطاع ربه يرفع الله له ذكره، ويعلي قدره، تأتيه موجات من الفرح، موجات من الغبطة، موجات من السعادة، تفوق ملايين أضعاف لذة الشهوة الآثمة. مرة ثانية، ألا يا رُبّ شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة. وإما أن تسلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من سلمه الإنسان يعيش بمكانته في المجتمع، يعيش باستقامته، يعيش بعفته، يعيش بأمانته إذا سلم عرضه، والعرض موضع الذم والمدح في الإنسان، أي مكانتك، كل شخص منا له مكانة في المجتمع، وقد يكون في أدنى درجة، لكنه مستقيم. الحاجب الذي دخْله أربعة آلاف، ومهمته أن يأتي بالقهوة والشاي إلى المدير العام، هذا إذا كان مستقيماً فله مكانة، مرتبته الاجتماعية لا علاقة لها بمكانته، مكانته باستقامته، يده نظيفة، لسانه نظيف، ما أكل مالاً حراماً، ما ابتز إنساناً، ما كان سبب هلاك إنسان، فحتى أدنى مرتبة اجتماعية إذا رافقتها الاستقامة والعفة والصدق والأمانة تجد هذا الإنسان كبيراً. والله أنا ذكرتُ هذه القصة مرات عديدة، إنسان محسن أراد أن يبني مسجداً في حي فقير ليس فيه مسجد، فكلف أحد الإخوة الكرام بالبحث عن الأرض، فوجد أرضاً مناسبة جداً، مربعة باتجاه القبلة، سعرها معقول، أبلغ المحسن الكبير كي يرى الأرض ميدانياً، فلما جاء هذا المحسن أعجبته الأرض، ووجد سعرها مناسبًا، سطر شيكاً بنصف قيمتها، فسأل صاحب الأرض، وهو مستخدم ورثها قبل شهر، قال له صاحب الأرض وقد أخذ شيكاً بنصف قيمتها: متى النصف الثاني ؟ فقال له: عند التنازل، قال له: أيّ تنازل ؟ قال: هذه الأرض سوف تغدو مسجداً، فلابد من أن تذهب إلى مديرية الأوقاف كي تتنازل عنها حتى أعطيك القسم الثاني، فأمسك الشيك، ومزقه، وقال: أنا أستحي من الله أن أبيع أرضاً لتكون مسجداً، أنا أولى منك أن أقدمها لله، هذا المستخدم دخله أربعة آلاف في الشهر، عنده ثمانية أولاد، تحت الخط الأحمر من الفقر، يقول هذا المحسن: واللهِ ما صغرتُ في حياتي أمام إنسان كما صغرت أمام هذا المستخدم، فأنت حينما تستقيم، ولو كنت في أدنى درجة اجتماعية كبير، وإذا انحرفت، وخالفت مبادئ فطرتك، وخالفت منهج ربك، و كذبت، ولم تكن أميناً، واعتديت على أعراض الآخرين، ثم افتضحت، تشعر أن هذه المكانة العليّة أصبحت في الوحل. لذلك إخواننا الكرام، الآلام النفسية لا تحتمل، وإنّ العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول: يا رب، لإرسالك بي إلى النار أهون عليّ مما ألقى. أعطيتك كل شيء فلماذا فعلت بعبادي ما فعلت ؟ ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [ سورة الرحمن: الآية 60] والله أحياناً يقصر إنسان مع محسن كبير أسدى له معروفاً كبيراً، يكاد يموت من الألم، لكن الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا. الإنسان عند الموت يعلم حجم خطئه إنّ الشهوات كالمخدرات تماماً، الشهوات في الدنيا كأنها مخدرات، متى يصحو الإنسان من خدره ؟ عند الموت يعلم حجم خطئه، هذا الذي ركب مركبة، وأعطى السائق مبلغاً كبيراً، ورقة نقدية كبيرة، وردّ له السائق التتمة زيادة عشرين بنساً في لندن عما يستحق، هو إمام مسجد، فقال: ينبغي أن أرد هذه الزيادة، لكن لما جلس في المقعد قال: إنها شركة عملاقة، ودخلها كبير، و هذا المبلغ يسيراً لا يقدم ولا يؤخر، ولا عليّ أن آخذه، لكن غلبت فطرته على مؤامرته، قبل أن ينزل مدّ يده إلى جيبه، وأعطى السائق عشرين بنساً، ابتسم السائق، وقال له: ألست إمام هذا المسجد ؟ قال: بلى، قال له: و الله حدثتُ نفسي أن أزورك في المسجد لأتعبد الله عندك، ولكني أردت أن أمتحنك قبل أن آتي إليك، فانتبه، ووقع هذا الإمام مغشياً عليه ـ أغمي عليه ـ لأنه تصوّرَ عِظَمَ الجريمة التي كاد يقترفها لو أبقى المبلغ في جيبه، فلما صحا من غفوته قال: يا رب، كدت أبيع الإسلام كله بعشرين بنساً. أحياناً توجد أعمال لا تحتملها، فالإنسان عندما يستقيم يسعى لراحة قلبه، تجد المستقيم ملكاً، المستقيم يشعر بنشوة، يشعر ببراءته، يشعر بطهارته، يشعر بسموه، ولو كان مستخدماً في دائرة، المرتبة الاجتماعية ليس لها علاقة بالموضوع، الزوج الكبير يحتل منصباً عريضاً، له دخل فلكي، إذا خان زوجته يصبح أمامها شيئاً تافهاً، أمام أولاده شيء تافه، أمام مَن حوله شيء تافه، فلذلك سألوا مرة ألف رجل: لماذا لا تخون زوجتك ؟ فجاءت الإجابات متفاوتة من حيث القيمة، أول مجموعة قالت: لا أستطيع، لأنها معي في المحل، معي في العمل، هذا أتفه جواب، وقسم آخر قال: لا أحتمل الشعور بالذنب، هذا أرقى، أما القسم الأرقى والأرقى قال: لا أحب الخيانة، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [ سورة يوسف: الآية 52] وإما أن تسلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من سلمه الإنسان يعيش بمكانته في المجتمع، يعيش باستقامته، يعيش بسمعته، هذه الحاجة الثالثة، أنت بحاجة للطعام والشراب حفاظاً عن الفرد، وبحاجة إلى زوجة حفاظاً عن النوع، بعد أن تأكل وتشبع، وبعد أن تتزوج وتتحصن فأنت أمام حاجة ثالثة أساسية، تحتاج إلى أن تكون ذا قيمة في المجتمع، القيمة لا تأتي من المال، تأتي من بطولة، تأتي من استقامة، تأتي من علم، لذلك قالوا: رتبة العلم أعلى الرتب. أضخم ثانوية في دمشق وأعرق ثانوية قديمة جداً درستَ فيها إذا دخلت وجدت في مدخلها لوحة بأجمل خط في صدر البهو، كتب عليها: رتبة العلم أعلى الرتب، والآن الآية الكريمة: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [ سورة النساء: الآية 113] العظيم وصف فضله بأنه عظيم، في أي موضوع ؟ في العلم، لذلك الأنبياء جميعاً هناك آية متكررة: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾ [ سورة يوسف: الآية 22] أن تعرف الله، أنت المخلوق الأول، أن تعرف الحلال والحرام، أن تعرف سر وجودك، وغاية وجودك. وإما أن تذهِب مالاً بقاؤه خير من ذهابه الشهوات تحتاج إلى أموال طائلة، أحياناً الدخول إلى الملاهي يحتاج إلى مبالغ فلكية جداً، يؤذي الإنسان فيها صحته، ويغضب ربه، ويفقد ماله، ويشوِّه سمعته. الذي يفطر في رمضان يشعر بالعيد بدناءة وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه، الإنسان يعيش بمكانته يعيش بنقائه يعيش بسمعته. وإما أن تضع قدْرًا وجاهاً قيامُه خيرٌ مِن وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ وأطيب من قضاء الشهوة دائماً الشهوات وشيكة الانقضاء، نحن في رمضان الذي يفطر ويعصي ربه، ويتحدى خالقه، ولا يعبأ، بل يفطر في الطريق ويتحدى، هذا استمتع بالدخينة بضع مرات في اليوم، لكن حينما يأتي يوم العيد يشعر بدناءته، لأن الذين صاموا أفطروا، واستمتعوا بالطعام والشراب، وأبيح لهم ما كان مباحاً لهم قبل رمضان، لكن غيرهم فقدوا طاعة الواحد الديان. أيها الإخوة الكرام، الشهوات تنقضي لذتها، وتبقى تبعتها، بينما الطاعات تنقضي متاعبها، وتبقى خيراتها. وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك طبق القانون حتى لا تقف موقف ضعيفا أمام إنسان لو ارتكب الإنسان معصية شائنة، قد يأتي إنسان وضيع يناله بالأذى، وقد كانت له مكانة كبيرة، أحياناً على مستوى قانون السير، تمشي بطريق ممنوع، تظن نفسك ذكياً، فيكون الشرطي أمامك، فيوقفك، تترجى، وتصغر أمامه، وتقول: لا أعرف، ولم تكن مضطرًا أن تصغر، طبق القانون، وتبقى في أعلى مكانة، لأن هناك إنسانًا مكانته أكبر من أن يرجو شرطياً، لا يترجى، أُطبق القانون، ولا أقف موقفاً ضعيفاً أمام إنسان، هذه قاعدة، لذلك إياك وما يعتذر منه، والشيء الذي تضطر أن تعتذر منه لا تفعله، وابقَ رافع الرأس، أنا أرى الذين يخالفون قوانين السير يقفون موقفاً ضعيفاً أمام إنسان بالمرتبة الاجتماعية أقلّ منهم بكثير، لكن تتضعضع أمامه، لأنه سوف يسحب منك الإجازة أو الأوراق، واسترجاعها يحتاج إلى جهد ووقت، ويحتاج أن تعطل زمنًا، فأنت حينما تلتزم النظام تبقى في مكانتك، المواطن المستقيم حر طليق، يسافر، يأتي، لا يوجد عنده قيد، ولما يرتكب الإنسان جريمة يفقِد حريته الإنسان، ويصبح رهن اعتقال وسجن، ولا حظ حينما يقبضون على مجرم، انظر إلى وجهه، يخفض بصره، لا يستطيع أن يحد النظر في المصور من جريمته، إذاً على الإنسان أن يرعى مكانته. وإما أن تجلب همًّا وحزنا وغمًّا وخوفا لا يقارب لذة هناك لاعب كرة اتهم بالشذوذ، وسيق إلى المحاكمات، وعليه سجن ثلاثون سنة، وأمام المصورين والصحف والأخبار، كان لاعبًا بطلا فأصبح متهمًا بالشذوذ. مرة جرتْ مناظرة بين رجلين، أحد الرجلين افتضح أمره في أمريكا بجريمة جنسية فصار يبكي على شاشة التلفزيون من شدة خجله من مكانته، وما آل إليه عند جمهوره من فضيحة. وإما أن تنسَى علما ذكْره ألذّ من نيل الشهوة قد ينسى المرء بعض العلم بالمعصية، لأن المعصية تنسي العلم. شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأنبأني بأن العلم نــــور ونور الله لا يهدى لــعاصٍ *** وإما أن تشمت عدوا، وتحزن وليًّا إنّ العدو يشمت والصديق يتألم، وإذا سقط الإنسان من عين الله، أو من عين الناس يتألم له الصديق، و يشمت به العدو، وأصعب شيء في الحياة أن يشمت بك العدو، لذلك في الدعاء: نعوذ بك من عضال الداء، ونعوذ بك من شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء. وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلةٍ قد يكون خطُّ الإنسانِ البياني صاعدًا، فهذه الشهوة المحرمة التي ارتكبها تقطع الطريق على نعمة. خطب إنسان امرأةً من أسرة محترمة، والفتاة جميلة، وديّنة، ثم اكتشف أهل الفتاة أن له معصية كبيرة قبل أن يخطب الفتاة، فرفضوا متابعة الزواج، فهذه الشهوة الطارئة منعت نعمة مقبلة، فضاعت منه. وإمّا أن تحدث عيبا يبقى صفة لا تزول قد يرتكب الإنسان خطأ يسبب له مرضًا دائمًا، أو يسبب له مرضًا قد يستمر عشرات السنين، وقد يكون هذا المرض دليل انحرافه، ووصمة عار بحقه، فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق. الحقيقة ثمة تحليل عميق جداً لمن يؤثر شهوة في معصية الله عز وجل: كيف يخسر أنواع الخسارات التي لا تعد ولا تحصى، لذلك نقول: مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [ سورة الأحزاب: الآية 71] والإنسان العاقل يخضع لتعليمات الصانع، وصانعك هو الله، وتعليماته القرآن الكريم والسنة. والحمد لله رب العالمين.