.post-share-icons a { display: inline-block; width: 170px; padding: 8px 0; text-align: center; color: #fff; font-size: 1em; background-color: #fff; transition: all .6s ease-in-out; } .post-share-icons i { vertical-align: middle } .post-share-icons .google-plus { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(201,48,44,1); color: rgba(201,48,44,1) } .post-share-icons .google-plus:hover { background-color: rgba(201,48,44,1); color: #fff } .post-share-icons .facebook { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(48,113,170,1); color: rgba(48,113,170,1) } .post-share-icons .facebook:hover { background-color: rgba(48,113,170,1); color: #fff } .post-share-icons .twitter { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(49,176,213,1); color: rgba(49,176,213,1); } .post-share-icons .twitter:hover { background-color: rgba(49,176,213,1); color: #fff; } .post-share-icons .email { box-shadow: 0 0 0 1px rgba(186,146,116,.7); color: rgba(186,146,116,.7); } .post-share-icons .email:hover { background-color: rgba(186,146,116,.7); color: #fff; }
News

samedi 31 décembre 2016

ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻷ‌ﻇﺎﻓﺮ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﺤِّﻲ.

ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻷ‌ﻇﺎﻓﺮ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﺤِّﻲ. الكاتب: أ.د. عاصم القريوتي كتب في: سبتمبر 02, 2016 فى: مختارات, مقالات متنوعة | تعليقات : 0 ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻷ‌ﻇﺎﻓﺮ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﺤِّﻲ.  ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ   كتبه: د. عبدالباري بن حماد الأنصاري.  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد.  فلا ﻳَﺨﻔﻰ ﺃﻥ ﺍﻷ‌ﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺪﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﻟﻨﺎﺳﺦ، ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﻌﻤﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻭﺍﻹ‌ﻃﻼ‌ﻕ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺃﻭ ﺣﺴﻨﺎ.  ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﻫﻲ: ﺣﻜﻢ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻷ‌ﻇﺎﻓﺮ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﺤِّﻲ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻲ، ﻓﻼ‌ ﻳﻤﺲ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺑﺸﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ»، ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺫﺑﺢ ﻳﺬﺑﺤﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻫﻞ ﻫﻼ‌ﻝ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻓﻼ‌ ﻳﺄﺧﺬﻥ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ، ﻭﻻ‌ ﻣﻦ ﺃﻇﻔﺎﺭﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﺤﻲ».  ﻭﻗﺪ ﻧُﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻓﺘﻮﻯ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ:  ﺃﻭﻟﻬﺎ: ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: “ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ”، ﻭﻗﺪ ﻳُﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺃﻥَّ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻜﺎﺭﺗﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ: ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺑﻨﻘﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮ ﻭﻻ‌ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ، ﻭﻻ‌ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﺫ ﻻ‌ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻞ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ ﺑﻬﺎ.  ﺛﻢ ﺇﻥ ﺃﻡ ﺴﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻔﺮﺩ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻣﻨﺴﻮﺑﺎ ﺇﻟﻰ بعض ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺗسمية، ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺧﺎﺹ.  ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ (1817)، ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ (7521) ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ: ﺇﻥ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳَﻌْﻤﺮ ﻳُﻔﺘﻲ ﺑﺨﺮﺍﺳﺎﻥ: ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻀﺤﻲ ﻓﻼ‌ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻻ‌ ﻇُﻔﺮﻩ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ: ﺻﺪﻕ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺫﻟﻚ. ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ.  ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﺪﺩ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺰﻭﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ (10 / 445) ﻭﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻵ‌ﺛﺎﺭ (14 / 142)، (14 / 143) ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ.. ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ (ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 2 / 124) ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻮﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺳﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﻌﻤﺮ؛ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﺃﺿﺤﻴﺘﻪ ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺃﻇﻔﺎﺭﻩ. ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ. ﻭﻓﻲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮﻯ ، ﻣﻮﻟﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺳﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺷﻰ، ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ.  ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ (1818) ﻓﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﻌﻤﺮ.  ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ (6 / 28): ﻗﺎﻝ ﻣﺴﺪﺩ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻳﻜﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺤﻠﻖ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﺃﺑﻲ ﺛﻮﺭ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﺃﺑﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻷ‌ﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ، ﻭﻣﺎﻟﻚ. ﺍﻧﺘﻬﻰ.  ﻓﻴﺆﺧﺬ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﺃﻫﻢ ﺍﻷ‌ﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ وأصحها.  ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: ﻗﻮﻟﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: “ﺃﻧﻜﺮﺕ ﻋﺎﺋﺸﺔ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺃﺣﺮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻜﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻬﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮﻉ ﻫﻼ‌ﻝ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻗﺎﻟﺖ : ﻭﻟﻘﺪ ﻓﺘﻠﺖ ﻗﻼ‌ﺋﺪ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺎﺣﺎً ﺃﻱ ﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻻ‌ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺃﻇﻔﺎﺭﻩ.  أﻗﻮﻝ: ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧُﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺻﺢَّ ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭُﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )1700(، ﻣﺴﻠﻢ )1321(: ﻋﻦ ﻋَﻤﺮﺓ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺃﻥ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻫﺪﻯ ﻫﺪﻳﺎ ﺣَﺮُﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳَﺤﺮُﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺤﺮ ﻫﺪﻳﻪ، ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻤﺮﺓ: ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، أﻧﺎ ﻓﺘﻠﺖ ﻗﻼ‌ﺋﺪ ﻫﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺪﻱ، ﺛﻢ ﻗﻠﺪﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺪﻳﻪ، ﺛﻢ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳَﺤﺮُﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺷﻲﺀ ﺃﺣﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﺤﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ. ﻧﻌﻢ ﺍﺳﺘﺸﻜﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷ‌ﺛﺮﻡ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮﺕُ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺑﻌﺚ ﺑﺎﻟﻬﺪﻱ، ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮ – ﻓﺒﻘﻲ ﻋبدﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﺠﻮﺍﺏ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻛﺮﺗﻪ ﻟﻴﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ: ﺫﺍﻙ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ، ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﺫﺍ ﺑﻌﺚ ﺑﺎﻟﻬﺪﻱ ﻭﺃﻗﺎﻡ، ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻀﺤﻲ ﺑﺎﻟﻤِﺼْﺮ، ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ: ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻗﻮﻝ. ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻻ‌ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ 17 / 234 ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺻﺎﻟﺢ 2/ 262  ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ: ﺃﺟﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳُﻀﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮﻩ، ﻭﺑﺤﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺭﺳﻞ ﺑﻬﺪﻳﻪ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ. ﺍﻧﻈﺮ ﻟﻄﺎئﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ص272  ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: ﻗﻮﻟﻪ: “ﻭﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ـ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ، ﺇﺫ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﻭُﻳﺒﻴﺢ ﻣﻼ‌ﻣﺴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪ.  ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ: ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻛل واحد ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﺗﻀﻤﻦ حكما ﺧﺎﺻﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﺮﻳﺒﺎ – ﻓﻼ‌ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻼ‌ﻑ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺣﻜﻤﺎﻥ ﺗﻌﺒﺪﻳﺎﻥ.  ﺭﺍﺑﻌﻬﺎ: ﻗﻮل الشيخ رحمه الله: “ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻓﺴﻤﻌﺖْ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺤﺮ ﺃﺿﺤﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻮﻥ ﺩﻡ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻳﺴﻤﻰ ” ﺃﺿﺤﻴﺔ “، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺿﺤﻰ ﻋﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺒﻘﺮ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﻚ، ﻓﺎﻧﻘﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻬﻤﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ”.  ﺃﻗﻮﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍ، ﻻ‌ ﻳُﺪﺭﻯ ﻣﺴﺘﻨﺪﻩ ﻓﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﺩﻟﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﻯ ﻭﻗﻮﻉ ﻗﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻣﻦ ﺭﻭﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺗﻪ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻘﻠﻮﺑﺎ.  ﺧﺎﻣﺴﻬﺎ: ﺳﻮَّﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺭﺍﻓﻊ ﻭﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺮﻡ.  ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪا ﻫﺬﺍ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﻄﺄ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺮﻡ.  ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﻭﺃﺩﻟﺘِﻬﻤﺎ غير صواب، ﻓﺤﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺘﻴﻦ، ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺃﺑﻲ ﺭﺍﻓﻊ ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.  ﺳﺎﺩﺳﻬﺎ: ﻗﻮﻟﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ.  ﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﺔ، ﺇﻻ‌ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻛﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﻌﻤﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻭﺗﻔﺮﺩ ﻣﺬﻫﺐٍ ﺑﻘﻮﻝ ﻻ‌ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ كونه مرجوحا، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺗﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ.  ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ، وﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ،  ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ.

صحة حديث: من سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِه عِلْماً

صحة حديث: من سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِه عِلْماً الكاتب: أ.د. عاصم القريوتي كتب في: أغسطس 20, 2013 فى: الحديث الشريف, درجة الحديث | تعليقات : 0 عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِه عِلْماً سَلَكَ الله له طَرِيقاً إِلَى الْجَنّةِ, وَإِنّ المَلاَئِكَةَ لتَضَعُ أَجْنَحِتَهَا رِضًى لِطَالِبِ العِلْمِ بِمَا يَصْنَعُ, وَإِنّ العَالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السّمَواتِ وَمَنْ في اْلأَرْضِ حَتّى الْحِيتَانُ في المَاءِ, وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ, كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ, وإِنّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ, وإنَّ الاْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً, وإِنّمَا وَرّثُوا الْعِلْمَ, فَمَنْ أَخَذَ بِهِ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ» رواه الترمذي :كتاب العلم، باب ما جاء في فضل النفقة على العبادة (2682)، وأبوداود:كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (3641)، وابن حبان (1/289ح88)، وابن ماجة في” المقدمة” باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (223) من طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل – وليس الوليد بن جميل كما جاء في طبعة الترمذي – وساقه الترمذي عن شيخه محمود بن خداش البغدادي حدثنا محمد بن يزيد الواسطي حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير عن أبي الدرداء به , ولكن قال عقبه: “ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس هو عندي بمتصل هكذا، حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد، وإنما يروي هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن الوليد بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح من حديث محمود بن خداش ورأي محمد بن إسماعيل هذا أصح” انتهى، وداود بن جميل وكثير بن قيس ضعيفان، (انظر: التقريب 1788و5624). وأعله الدارقطني في “العلل” (6 / ص 216) رقم 1083 بالاضطراب في سنده. وأطال ابن الملقن في “البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير”(7 /ص 587) الكلام عليه وصححه، وذكر ابن حجر في “التلخيص الحبير”(3/164) أن له شاهداً قوياً. وحسن الحديث شيخنا الألباني في “صحيح الترغيب والترهيب” (1 / ص 17) لغيره. وذكر شيخنا العلامة عبد المحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود (ص 246) أن بعض جمل هذا الحديث جاءت في أحاديث أخرى، فالجملة الأولى جاءت ضمن حديث لأبي هريرة في صحيح مسلم (7028)، وكذلك بعض الجمل فيه جاءت متفرقة في بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما جاء في “صحيح البخاري” معلقاً في باب العلم قبل القول والعمل؛ قول الله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) فبدأ بالعلم، وأن العلماء هم ورثة الأنبياء؛ ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر. وقال ابن الجوزي في “العلل المتناهية”(1 / 79): وروي هذا الحديث: “العلماء ورثة الأنبياء” بأسانيد صالحة.
السنن التي سنها الخلفاء الراشدون السنن التي سنها الخلفاء الراشدون [IMG]http://islamonline.net/arsite/wp-*******/uploads/2016/11/sand-768783_1280.jpg[/IMG] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة” رواه أحمد وغيره من حديث العرباض. في متاهات تعريف البدعة، واختلاف العلماء فيها بين التضييق والتوسعة، يَذْوِي بحث هام عن المقصود ب(سنة الخلفاء الراشدين) وأهمية الدعوة بالتمسك بها، إلى حد جعل بعض العلماء يستشكل تخصيص الحث بالتمسك بها بعد الدعوة بالتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا تحتاج إلى سنة معها.[1] وقد سجَّل الشوكاني هذه المتاهات في هذا الحديث، فقال :” إن أهل العلم قد أطالوا الكلام في هذا وأخذوا في تأويله بوجوه أكثرها متعسفة”[2] لماذا الخلفاء الراشدون وحدهم؟ أول مفاتيح الفهم الصحيح لتحديد المراد ب(سنة الخلفاء الراشدين) هو التفكير في سبب حصر هذه السنة في الخلفاء الراشدين وحدهم؟ لماذا لم تكن عامة في حق الصحابة جميعا؟ أو في أعلم الصحابة؟ فمن المعروف أن من حُفظت عنه الفتوى من الصحابة مئة ونَيِّف وثلاثون شخصا. وكان المكثرون منهم سبعة: ليس من بينهم أبو بكر الصديق، ولا عثمان بن عفان، وإن كان من بينهم عمر بن الخطاب، وعليّ بن أبي طالب. وأما أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان فمعدودان في متوسطي الفتوى.[3] أعظم الصحابة علما لما حضر معاذَ بن جبل الموتُ؛ قيل: يا أبا عبد الرحمن! أوْصِنَا، قال: أجلسوني، إن العلم والإيمان مكانهما مَنْ ابتغاهما وَجَدَهما، يقول ذلك ثلاث مرات، التمسوا العلم عند أربعةِ رهطٍ: عند عُويمر أبي الدرداء ، وعند سَلْمان الفارسي، وعند عبد اللَّه بن مسعود، وعند عبد اللَّه بن سَلَام . وقال الشعبي: ثلاثة يَسْتفتي بعضُهُم من بَعْض [وثلاثة يستفتي بعضهم من بعض] فكان [عمر وعبدُ اللَّه وزيد بن ثابت يَستفتي بعضهم من بعض، وكان] عليّ وأُبيّ بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض.[4] كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصا بعينهم في علوم بعينها، ففي الحديث : “…وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل” رواه أحمد وغيره بسند صحيح. فإذا كان بعض الصحابة يفضُلون بعض الخلفاء الأربعة في بعض العلوم أو المسائل، فما الذي يفضل فيه الخلفاء الأربعة مجتمعين غيرهم من الصحابة؟ هذا هو اللغز الذي يجب البحث عنه! وهنا يبرز شعاع مضيء من العلامة الشوكاني في قوله : ” والذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه هو العمل بما يدل عليه هذا التركيب بحسب ما يقتضيه لغة العرب، فالسنة هي الطريقة، فكأنه قال: الزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين”.[5] ويقفز الدكتور حاكم المطيري قفزة هائلة في تحديد المراد بدقة، حينما يتساءل عن سبب وصف الصحابة الأربعة بالخلفاء هنا، ليصل بهذا إلى أن المراد هو سنن الخلافة تحديدا، أي السنن الدستورية والسياسية بتعبيرنا المعاصر، وعلى هذا فليس المراد اجتهاد الخلفاء الأربعة في مسائل العبادات أو الأحوال الشخصية أو المعاملات المالية أو الأقضية في الوقائع الخاصة، أو ما أفتى به الأربعة قبل أن يصيروا خلفاء![6] ولذلك لم يكن غروا أن يأتي هذا المصطلح في مشهد سياسي على لسان عبد الرحمن بن عوف- رئيس اللجنة الانتخابية في ذلك الوقت- في خطابه عثمان بن عفان إذ قال : ” فقال أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده”. وواضح أن عبد الرحمن بن عوف هنا لا يشترط على عثمان أن يتقيد باجتهادات أبي بكر وعمر الفقهية جميعها، ولكن عليه أن يتقيد بسننهما الدستورية والسياسية. ومما يعزز هذا التفسير ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم :” أول من يغير سنتي رجل من بني أمية “.[7] والواقع جلَّى هذا المعنى، فقد كان الانحراف الأموي سياسيا لا شعائريا، فكان أول من استولى على الإمامة والأمة قهرا بالسيف هم من بني أمية، وهم أول من عطلوا الشورى. وقد ذاع في عهد الصحابة التعبير ب( السنة) عن المنهج السياسي، فمن ذلك ما قاله مروان بن الحكم – وكان أميرا على المدينة لمعاوية – وأراد البيعة وولاية العهد ليزيد: (إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنًا، وإن يستخلفه فسنة أبي بكر وعمر). فرد عليه عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: (ليس بسنة أبي بكر، وقد ترك أبو بكر الأهل والعشيرة، وعدل إلى رجل من بني عدي؛ أن رأى أنه لذلك أهل، ولكنها هرقلية). وفي لفظ: (بل سنة هرقل وقيصر).[8] مما يمكن رصده من سنن الخلفاء الراشدين: ضرورة الدولة لتطبيق الدين، وأنه لا دين بلا دولة، والحكم بالكتاب والسنة، وجعل الأمر شورى بين الأمة لا اغتصاب له ولا تنازع فيه، ولا توارث له فقد أقصى أبو بكر الأقارب عن الولايات، وعهده بالأمر بعد شورى الصحابة للأكفأ منهم علما وعملا لا الأقرب رحما ونسبا، وما قرره من أنه لا طاعة له عليهم إذا عصى الله ورسوله، وأن طاعتهم له منوطة بطاعة الله ورسوله . وما سنه أبو بكر رضي الله عنه من جهاد أهل الردة والافتراق الذين أرادوا تفريق الأمة والدولة والعودة بها إلى الجاهلية، وما سنه من عدم التصرف في أموال الأمة، وعدم الأخذ منها لنفسه إلا قدر ما تفرضه الأمة له، ومساواته الناس في العطاء حتى ساوى بين الحر والعبد، وما سنه حين حضرته الوفاة من رد ما فضل عنده من المال إلى بيت مال المسلمين حتى قال عمر رضي الله عنهم: (لقد أتعبت من بعدك).[9] نماذج من سنن عمر بن الخطاب ما أكثر ما سنَّه عمر من سنن في الحكم وسياسة شئون الأمة التي امتدت لتضم شعوب كسرى وقيصر، حتى ضرب بسياسته المثل في العدل، كسنته في الأموال وما فرض للناس فيها حتى الأطفال الرضع، وما سنه في وقف الأرض، وجعل ريعها لبيت المال، لمنع وجود الإقطاعيات، وترك الجزية عن نصارى تغلب وجعلها صدقة تألفا لهم، وإعطائه فقراء أهل الذمة إذا احتاجوا من بيت المال، وتركه الأمر شورى من بعده، وعدم توليته للأقارب، وترشيحه للخلافة ستة أكفاء لتختار الأمة واحدا منهم، وتحديد مدة الاختيار ثلاثة أيام. وتقريره مبدأ ترك الولاية بالعجز، ومبدأ الترجيح بالأكثرية في اختيار الخليفة، ومبدأ إعادة الشورى إذا تساوت الآراء بالعدد، ومراقبته لأداء العمال والولاة، وعدم تركه لهم أكثر من أربع سنوات في الولاية، ومشاطرته نصف أموالهم وردها لبيت المال، وعزله الأكفاء من الولاة إذا اشتكى منهم الناس كما فعل مع سعد بن أبي وقاص . نماذج من سنن عثمان وعلي وكذلك سنن عثمان وعلي رضي الله عنهم في مواجهة الفتن الداخلية وعدم التعرض لمن خالفهم الرأي ما لم يسل السيف على الأمة، وما سنه علي رضي الله عنه في الخوارج من سنن بقوله: (لهم علينا ثلاث: ألا نبدأهم بقتال، ولا نحرمهم من الفيء، ولا نمنعهم مساجد الله) وموقفه ممن كفره وسبه … إلخ. فهذه السنن التي تجلت فيها هدايات السماء، وسنن الأنبياء – في سياسة الأمم بالشورى والعدل والرحمة – هي السنن التي يصلح أن يحث النبي صلى الله عليه وسلم الأمة على لزومها ويخشى عليهم من تركها والأخذ بسنن الملوك، والتوريث في الحكم، والحكم بغير الكتاب والسنة![10] المصدر: ماستر دعم - من قسم: القسم الاسلامى

 FTP -SSH°SERVICES FTP -SSH التي تقدمها اغلب مزودات خدمة الأنترنت ميزة ال 
FTP هي خدمة بروتوكل نقل الملفات ظهرت فى الايام الاولى لظهور الانترنت وهى احد الخدمات التى تاتى مع بروتوكول TCP/IP الذى يسمح بربط مجموعة من الاجهزة مع بعضها البعض وايضا مجموعة من الشبكات المحلية بحيث انه يخفى تكوين كل شبة عن الاخرى اى انك اذا اتصلت بجهاز على شبكة محلية ستتصل مع هذا الجهاز نفسة بغض النظر عن نوع الشبكة المحلية المتصل بها ومع اختلاف السرعات على العموم لن اخوض فى شرح بروتوكول TCP/IP باسهاب ولان موضوعنا محدد وهو عن بروتوكول نقل الملفات FTP FTP هى اختصار للعبارة الانجليزية File transfer protocol وتعنى بروتوكول نقل الملفات وهى خدمة الانترنت المستندة الى بروتوكول نقل الملفات Inter service based on file transfer protocol . ويمكن ان نقارن بين بروتوكول نقل الملفات FTP وبروتوكول HTTP وهو ان كل منهما يقوم بنقل الملفات من الاجهزة البعيدة (جهاز الخادم عادة ) الى اجهزة المستخدمين ولكن الفرق ان بروتوكول HTTP يقوم بنقل الملفات (صفحات HTML ) وملفات الصور والصوت والفيديو ويقوم بربطها بالصفحة HTML ثم بعد ذلك يقوم بعرضها على جهاز المستخدم اما بروتوكول نقل الملفات FTP يقوم بنقل الملف اى كان تنسيقاتها ويقوم بتخذينها على القرص الصلب لجهاز المستخدم و هناك فرق اخر ان بروتوكول FTP يمكن ان يقوم بالعملية العكسية Upload وهى نقل الملف من جهاز المستخدم الى الخادم . وتوجد طريقتين لنقل الملفات 1. Ascii وتستخدم لنقل ملفات النصوص وهى تعتمد على وجود 7 bit لكل حرف وهى تمثل الحروف والعلامات الخاصة الموجودة على لوحة المفاتيح وتكون البت الثامنة المكملة للبايت عادة صفر 2. Binary وهى الطريقة الثانية والتى تستخدم لنقل المضغطات وافلام الفيديو والصور والتى تحتاج الى بتات كثيرة وتكون 8Bit للحرف الواحد وبذلك نتمكن من كتابة 256 حرف مختلف تعتمد فكرة خدمة بروتوكول نقل الملفات على مبدا الخادم والمستفيدprinciple Server & Client وتتلخص فى وجود احد البرامج وهو البرنامج الخادم على جهاز له عنوان IP ثابت ويكون منتظر للاتصالات القادمة من العميل على فتحة معينة وفى هذا البروتوكول هى الفتحة Port 21 وعندما يتم الاتصال يتم تبادل مجموعة من الاوامر التى تنظم العمل بين البرنامجين. يمكن تعريف مستخدمى الشبكة وهم المستخدمين المجهولين وهم مجموعة كبيرة من المستخدمين Anonym users والمشرفين وهم من يكون لهم مجموعة من الصلاحيات مثل الحزف والتعديل والاحق الملفات الخ يتميز بروتوكول FTP عن البريد الالكتروني في أن بروتوكول نقل الملفات يمكنة نقل الملفات الكبيرة نسبيا التى لايمكن ان ينقلها البريد الالكترونى فكما نعلم فان سيرفر ياهو من السيرفرات الكبيرة التى تعطى مساحة كبيرة للبريد الالكتونى ةلكنها تحدد مساحة التخزبن بعشرة mb للملف الواحد ولكن الشيء الذى يميز البريد الالكتونى هو امكانية استقبال الملفات فى حالة عدم وجود الطرف الاخر . SSH بروتوكل تخاطب بديل عن telnet , rcp, ftp , و ذو بنية client- server , فعمندما ترسل المعطيات باستخدام SSH تشفر تلقايئا و يفك تشفيرها بالطرف الاخر , و هكذا تكون هذه المعطيات غير قابلة للسرقة او الصحول عليها . و هكذا يتعبر طريقة امنة للدخول للأنظمة البعيدة بأمان و نسخ الملفات و نقل الملفات و الخدمات الاخرى POP, HTTP . --------------------------- SSH : بروتوكول شبكة , يسمح بتبادل المعطيات عبر الشبكة باستخدام فناة امنة بين جهازي كمبيوتر . يوفر التشفير سرية و تكامل المعطيات في شبكو غير امنة , مثل الانترنت . يستعمل بروتوكول SSH التشفير باستخدام المفتاح العام (public key cryptography ) للتحقق من اتلكمبيوتر البعيد و السماح لهذا الكمبيوتر بالتحقق من المستخدم في حال الضرورة . يستخدم SSH للدخول لأجهزة بعيدة و تنفيذ اوامر , يمكن ان ينقل الملفات باستخدام بروتوكولات SFTP او SCP‏
المصحف الكريم 1. سورة الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) ............................ 2. سورة البقره الجزء الأول الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (48) وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (123) وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)

ﻫﻞ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ؟






ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : 

ﻫﻞ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﻣَﻦ ﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻓﻘﺪﻫﻢ ﻣِﻦ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ، ﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؟ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺼﻞ ، ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ .


ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ

ﺃﻭﻻ :

ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺑﺸﺮ ، ﻭﻻ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺧﻴﺎﻝ ﺃﺣﺪ ، ﻓﻤﻦ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ، ﻭﻓﺎﺯ ﻓﻮﺯﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ‏( ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻢُ ﻧَﻔْﺲٌ ﻣَﺎ ﺃُﺧْﻔِﻲَ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﻗُﺮَّﺓِ ﺃَﻋْﻴُﻦٍ ﺟَﺰَﺍﺀً ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ‏) ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ 17.


ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺷﻤﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ، ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ، ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺁﻳﺎﺕ ﺗﺘﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :
‏( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌَﺘْﻬُﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘُﻬُﻢْ ﺑِﺈِﻳﻤَﺎﻥٍ ﺃَﻟْﺤَﻘْﻨَﺎ ﺑِﻬِﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘَﻬُﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻟَﺘْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﻤَﻠِﻬِﻢْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ‏) ﺍﻟﻄﻮﺭ 21.


ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ :
" ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺫﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺩﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻘﺮ ﺑﻬﻢ ﻋﻴﻨﻪ ، ﺛﻢ ﻗﺮﺃ : ‏( ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺍﺗﺒﻌﺘﻬﻢ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﺃﻟﺤﻘﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﻟﺘﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ‏) " ﺍﻧﺘﻬﻰ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ " ، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ " ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ " ‏( ﺭﻗﻢ 357/ ‏) ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ : ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ‏( 22/467 ‏).

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ‏( ﺟَﻨَّﺎﺕُ ﻋَﺪْﻥٍ ﻳَﺪْﺧُﻠُﻮﻧَﻬَﺎ ﻭَﻣَﻦْ ﺻَﻠَﺢَ ﻣِﻦْ ﺁَﺑَﺎﺋِﻬِﻢْ ﻭَﺃَﺯْﻭَﺍﺟِﻬِﻢْ ﻭَﺫُﺭِّﻳَّﺎﺗِﻬِﻢْ ‏) ﺍﻟﺮﻋﺪ 23/ ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﺍﺩْﺧُﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻭَﺃَﺯْﻭَﺍﺟُﻜُﻢْ ﺗُﺤْﺒَﺮُﻭﻥَ ‏) ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ 70.

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ " ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " ‏( 4/451 ‏) :

" ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭﻣﻦ ﺻﻠﺢ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻭﺫﺭﻳﺎﺗﻬﻢ ‏) ﺃﻱ : ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﻦ ، ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ، ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ؛ ﻟﺘﻘﺮ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺑﻬﻢ ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺗﺮﻓﻊ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻘﻴﺺ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺘﻪ ، ﺑﻞ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺍﺗﺒﻌﺘﻬﻢ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﺃﻟﺤﻘﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﻟﺘﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺐ ﺭﻫﻴﻦ ‏) " ﺍﻧﺘﻬﻰ .

ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ " ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ " ‏( ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، 2/409 ‏) :
" ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﻭﻛﻠﻨﺎ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ؟ ﻧﺄﻣﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ، ﻭﺃﺭﺷﺪﻭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻭﻧﻪ ﺧﻴﺮﺍ . ﻓﺠﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻳﻠﺤﻖ ﺫﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮﺍ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ : ‏( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌَﺘْﻬُﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘُﻬُﻢْ ﺑِﺈِﻳﻤَﺎﻥٍ ﺃَﻟْﺤَﻘْﻨَﺎ ﺑِﻬِﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘَﻬُﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻟَﺘْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﻤَﻠِﻬِﻢْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﻛُﻞُّ ﺍﻣْﺮِﺉٍ ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺴَﺐَ ﺭَﻫِﻴﻦٌ ‏) " ﺍﻧﺘﻬﻰ .

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ " ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ " ‏( ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ / ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ‏) :

" ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻞ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ؟ ﻧﻌﻢ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺳﺮﻭﺭ ﻗﻠﺒﻪ ؛ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﺸْﺘَﻬِﻴﻪِ ﺍﻟْﺄَﻧْﻔُﺲُ ﻭَﺗَﻠَﺬُّ ﺍﻟْﺄَﻋْﻴُﻦُ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺧَﺎﻟِﺪُﻭﻥَ ‏) ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺑﺬﺭﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔٍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌَﺘْﻬُﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘُﻬُﻢْ ﺑِﺈِﻳﻤَﺎﻥٍ ﺃَﻟْﺤَﻘْﻨَﺎ ﺑِﻬِﻢْ ﺫُﺭِّﻳَّﺘَﻬُﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻟَﺘْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﻤَﻠِﻬِﻢْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﻛُﻞُّ ﺍﻣْﺮِﺉٍ ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺴَﺐَ ﺭَﻫِﻴﻦ ‏) " ﺍﻧﺘﻬﻰ .

ﺛﺎﻧﻴﺎ :

ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻕ ﻫﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ :

ﺍﻷﻭﻝ : ﺗﺰﺍﻭﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭﺗﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ، ﻭﻟﻘﺎﺅﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻓَﺄَﻗْﺒَﻞَ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻌْﺾٍ ﻳَﺘَﺴَﺎﺀَﻟُﻮﻥَ * ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺎﺋِﻞٌ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺇِﻧِّﻲ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻲ ﻗَﺮِﻳﻦٌ * ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺃَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻤِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺼَﺪِّﻗِﻴﻦَ * ﺃَﺇِﺫَﺍ ﻣِﺘْﻨَﺎ ﻭَﻛُﻨَّﺎ ﺗُﺮَﺍﺑًﺎ ﻭَﻋِﻈَﺎﻣًﺎ ﺃَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻤَﺪِﻳﻨُﻮﻥَ * ﻗَﺎﻝَ ﻫَﻞْ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻣُﻄَّﻠِﻌُﻮﻥَ * ﻓَﺎﻃَّﻠَﻊَ ﻓَﺮَﺁﻩُ ﻓِﻲ ﺳَﻮَﺍﺀِ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢِ * ﻗَﺎﻝَ ﺗَﺎﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥْ ﻛِﺪْﺕَ ﻟَﺘُﺮْﺩِﻳﻦِ * ﻭَﻟَﻮْﻟَﺎ ﻧِﻌْﻤَﺔُ ﺭَﺑِّﻲ ﻟَﻜُﻨْﺖُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺤْﻀَﺮِﻳﻦَ * ﺃَﻓَﻤَﺎ ﻧَﺤْﻦُ ﺑِﻤَﻴِّﺘِﻴﻦَ * ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻮْﺗَﺘَﻨَﺎ ﺍﻟْﺄُﻭﻟَﻰ ﻭَﻣَﺎ ﻧَﺤْﻦُ ﺑِﻤُﻌَﺬَّﺑِﻴﻦَ * ﺇِﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻟَﻬُﻮَ ﺍﻟْﻔَﻮْﺯُ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢُ * ﻟِﻤِﺜْﻞِ ﻫَﺬَﺍ ﻓَﻠْﻴَﻌْﻤَﻞِ ﺍﻟْﻌَﺎﻣِﻠُﻮﻥَ ‏) ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ 61-50/ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﻳُﺨْﺒِﺮُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋَﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﺃَﻧَّﻪُ ﺃَﻗْﺒَﻞَ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻌْﺾٍ ﻳَﺘَﺴَﺎﺀَﻟُﻮﻥَ، ﺃَﻱْ : ﻋَﻦْ ﺃَﺣْﻮَﺍﻟِﻬِﻢْ، ﻭَﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ، ﻭَﻣَﺎﺫَﺍ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳُﻌَﺎﻧُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ؟ ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻦْ ﺣَﺪِﻳﺜِﻬِﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺷَﺮَﺍﺑِﻬِﻢْ، ﻭَﺍﺟْﺘِﻤَﺎﻋِﻬِﻢْ ﻓِﻲ ﺗُﻨَﺎﺩِﻣِﻬِﻢْ ﻭَﻋِﺸْﺮَﺗِﻬِﻢْ ﻓِﻲ ﻣَﺠَﺎﻟِﺴِﻬِﻢْ، ﻭَﻫُﻢْ ﺟُﻠُﻮﺱٌ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺴُّﺮُﺭِ، ﻭَﺍﻟْﺨَﺪَﻡِ ﺑَﻴْﻦَ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ، ﻳَﺴْﻌَﻮْﻥَ ﻭَﻳَﺠِﻴﺌُﻮﻥَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺧَﻴْﺮٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ، ﻣِﻦْ ﻣَﺂﻛِﻞَ ﻭَﻣُﺸَﺎﺭِﺏَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺑِﺲَ، ﻭَﻏَﻴْﺮِ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻤَّﺎ ﻟَﺎ ﻋَﻴْﻦٌ ﺭَﺃَﺕْ، ﻭَﻟَﺎ ﺃُﺫُﻥٌ ﺳَﻤِﻌَﺖْ، ﻭَﻟَﺎ ﺧَﻄَﺮَ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻠْﺐِ ﺑَﺸَﺮٍ . " . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ " ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ " ‏( 7/15 ‏) . ﻭﻳﻨﻈﺮ : " ﺣﺎﺩﻱ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ " ﻻ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ‏( 1/259 263- ‏) .

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ، ﻟﻴﻨﺰﻟﻮﺍ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ، ﻓﺎﻷﻇﻬﺮ ـ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ـ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﺎﺹ ﺑﻤﻦ ﻣﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ؛ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ ، ﻟﺘﻘﺮ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻌﺪ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ :

" ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﻐﺎﺭ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﺌﻼ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﺎﻥ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻭﺫﺭﻳﺘﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ " ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ " ﺣﺎﺩﻱ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ " ‏( 398 ‏) .
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ . ﻳﻨﻈﺮ : " ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ " ‏( 161/4 ‏) .

ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.

الإسلام سؤال وجواب